للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر الخبر عن مقتله:

١١٧٩ - اختَلف أهلُ السير في وقت مَقتله؛ فقال الواقديّ: قُتل في سنة ست وثلاثين. قال: وكان سبب قتله: أنّ معاوية، وعمرًا سارا إليه وهو بمصر قد ضبطها، فنزلا بعَيْن شمس، فعالجا الدّخول، فلم يقدرا عليه، فخدعا محمد بن أبي حذَيفة على أن يخرج في ألف رجل إلى العَريش، فخرج، وخلّف الحَكَم بن الصلت على مصرَ، فلما خرج محمد بن أبي حُذَيفة إلى العريش تحصّن، وجاء عمرو فنصب المجانيقَ حتى نزل في ثلاثينَ من أصحابه، فأخِذوا فقُتلوا. قال: وذاك قبل أن يَبعث عليّ إلى مصرَ قيسَ بنَ سعد (١). (٥: ١٠٥/ ١٠٦).

١١٨٠ - وأما هشام بن محمد الكلبيّ فإنه ذكر: أنّ محمد بن أبي حُذَيفة إنما أخِذ بعد أن قتل محمد بن أبي بكر، ودخل عَمرو بن العاص مصرَ، وغلَب عليها، وزعم أنّ عمرًا لما دخل هو وأصحابه مصرَ؛ أصابوا محمد بن أبي حُذَيفة، فبعثوا به إلى معاوية وهو بفلسطين، فحبسه في سجن له، فمكث فيه غيرَ كثير، ثم إنه هرب من السجن - وكان ابن خَال معاوية - فأرَى معاويةُ الناسَ أنه قد كره انفلاته، فقال لأهل الشأم: مَنْ يطلبه؟ قال: وقد كان معاوية يحبّ فيما يرون أن ينجوَ، فقال رجل من خَثْعم - يقال له: عبدُ الله بن عمرو بن ظلام، وكان رجلًا شجاعًا، وكان عثمانيًّا: أنا أطلبه. فخرج في حاله حتى لحقه بأرض البَلْقاء بحَوْران وقد دخل في غار هناك. فجاءت حُمُرٌ تدخله، وقد أصابها المطر، فلما رأت الحمُر الرجل في الغار فزِعت، فنفرتْ، فقالَ حصّادُون كانوا قريبًا من الغار: والله إنّ لنَفْرِ هذه الحمُرِ من الغار لشأنًا، فذهبوا لينظروا، فإذا هم به، فخِرجوا، ويوافِقهم عبدُ الله بن عمرو بن ظلام الخَثْعمِيّ، فسألهم عنه، ووصفه لهم، فقالوا له: هاهو ذا في الغار؛ قال: فجاء حتى استخرجه، وكره أن يُرجعه إلى معاوية فيخلِّيَ سبيله، فضرب عنقه (٢). (٥: ١٠٦).

١١٨١ - قال هشام: عن أبي مخنف، قال: وحدّثني الحارث بن كعب بن


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف جدًّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>