منهم توبة ولا يدعوهم إليها، وإنّ حكمه فيهم لضربُ العنق ساعةَ يستمكِن منهم.
فما زال حتى جمعهم، وخدَعَهم، وجاء من كان من بني ناجية ومن كان في تلك الناحية من غيرهم، واجتمع إليهم ناسٌ كثير.
رجع الحديث إلى حديث أبي مخنف: قال أبو مِخْنف: وحدّثني الحارث بن كعب، قال: لما رجع إلينا معقل بن قيس قرأ علينا كتابًا من عليّ:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله عليٍّ أميرِ المؤمنين إلى من يُقْرَأ عليه كتابي هذا من المؤمنين والمسلمين، والنّصارى والمرتدِّين. سلامٌ عليكم وعلى من اتّبع الهدى وآمَن بالله ورسوله وكتابه والبعثِ بعد الموت وأوفى بعهد الله ولم يكن من الخائنين، أمّا بعد، فإني أدعوكم إلى كتاب الله، وسنّة نبيّه، والعملِ بالحقّ، وبما أمر الله في الكتاب، فمن رجع إلى أهله منكم وكفّ يَده واعتَزَل هذا الهالكَ الحاربَ الذي جاء يحارب الله ورسولَه والمسلمين، وسعَى في الأرض فسادًا، فله الأمان على ماله ودمه، ومَن تابَعَه على حربنا والخروج من طاعتنا، استعنّا بالله عليه، وجعلْنا اللهَ بيننا وبينه، وكفى بالله نصيرًا!
وأخرج معقل رايةَ أمانٍ فنصَبَها، وقال: مَن أتاها من الناس فهو آمن، إلا الخِرّيت وأصحابه الذين حاربونا وبدؤونا أوَل مرّة، فتفرّق عن الخِرّيت جُلّ مَن كان معه من غير قومه، وعبّأ معقِل بن قيس أصحابَه، فجعل على ميمنته يزيد بن المُغْفِل الأزديّ، وعلى ميسرته المِنْجاب بن راشد الضبيّ، ثم زحف بهم نحو الخِرّيت، وحضر معه قومُه مسلموهم ونصاراهم ومانعةُ الصدقة منهم (١).
١١٨٥ - قال أبو مخنف: فحدّثني أبو الصَّلْت الأعوَر التيميّ عن أبي سعيد العُقَيليّ، عن عبد الله بن وأل التيميّ، قال: والله إني لَعندَ أمير المؤمنين إذ جاءه فَيْج، كتابٌ بيديْه، من قِبَل قَرَظة بن كعب الأنصاريّ: