للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه السلام على الموت، ولم يزل قيس يدارِئ ذلك البعثَ حتى قُتل عليّ عليه السلام؛ واستَخلَف أهل العراق الحسنَ بن عليّ عليه السلام على الخلافة، وكان الحسن لا يرى القتال، ولكنه يريد أن يأخذ لنفسه ما استطاع من معاوية، ثم يدخل في الجماعة، وعرف الحسن: أنّ قيس بن سعد لا يوافقه على رأيه، فنزعه وأمّر عبيد الله بنَ عبّاس، فلما علم عبد الله بن عباس بالذي يريد الحسن عليه السلام أن يأخذه لنفسه كتب إلى معاوية يسأله الأمان، ويشترط لنفسه على الأموال التي أصابها، فشرط ذلك له معاوية (١).

١٢٢١ - وحدّثني موسى بن عبد الرحمن المسروقيّ، قال: حدّثنا عثمان بن عبد الحميد أو ابن عبد الرحمن الحرّانيّ الخزاعيّ أبو عبد الرحمن، قال: حدّثنا إسماعيل بن راشد، قال: بايع الناسُ الحسنَ بن عليّ عليه السلام بالخلافة، ثم خرج بالناس حتى نزل المدائن، وبعث قيسَ بن سعد على مقدّمته في اثني عشر ألفًا، وأقبل معاويةُ في أهل الشأم حتى نزل مَسكِن، فبينا الحسن في المدائن إذ نادى مناد في العسكر: ألا إنّ قيسَ بنَ سعد قد قُتِل، فانفِرُوا، فنفروا ونَهبُوا سُرادِق الحسن عليه السلام حتى نازَعوه بِساطًا كان تحته، وخرج الحسن حتى نزل المقصورةَ البيضاء بالمدائن، وكان عمّ المختار بن أبي عُبيد عاملًا على المدائن، وكان اسمه سعد بن مسعود، فقال له المختار وهو غلام شابّ: هل لك في الغِنَى والشرف؟ قال: وما ذاك؟ قال: تُوثِق الحسن، وتَستأمِن به إلى معاوية، فقال له سعد: عليك لعنةُ الله، أثِبُ على ابن بنتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأوثِقه! بئس الرجل أنت! فلما رأى الحسنُ عليه السلام تفرُّقَ الأمر عنه بَعَث إلى معاوية يطلب الصّلحَ، وبعث معاويةُ إليه عبدَ الله بن عامر، وعبد الرحمن بن سُمرة بن حبيب بن عبد شمس، فقَدِما على الحسن بالمدائن، فأعطيَاه ما أراد، وصالَحاه على أن يأخذ من بيت مالِ الكوفة خمسة آلاف ألف في أشياءَ اشترطها، ثم قام الحسن في أهل العراق فقال: يا أهل العراق! إنه سَخَّى بنفسي عنكم ثلاث:


(١) إسناده مرسل ضعيف، فيونس وإن كان ثقة ففي مروياته عن الزهري مناكير كما قال أحمد، ولعلّ أوهامه عن الزهري ظهرت هنا في الروايات التأريخية إضافة إلى أن مراسيل الزهري شبه لا شيء والله أعلم.
وفي هذا المتن زيادات على أصل بيعة الحسن ولم يتابع.

<<  <  ج: ص:  >  >>