للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منكم فسمّوه، فأنا أوّل من يُبايعه. فقال لهم معاذ بن جُوَين بن حصين: إذا قلتما أنتما هذا؛ وأنتما سيِّدا المسلمين، وذَوَا أنسابهم في صَلاحِكما ودِينكما وقَدرِكما، فمن يرأس المسلمين، وليس كلّكم يصلح لهذا الأمر! وإنما ينبغي أن يليَ على المسلمين إذا كانوا سواء في الفضل أبصرهم بالحرب، وأفقَهُهم في الدين، وأشدُّهم اضطلاعًا بما حُمِّل، وأنتما بحمد الله ممن يُرضى بهذا الأمر، فليتولّه أحدكما. قالا: فتولّه أنت، فقد رضيناك، فأنتَ والحمدُ لله الكامل في دينك ورأيك، فقال لهما: أنتما أسنّ مني، فليتولّه أحدكما، فقال حينئذ جماعة مَن حضرهما من الخوارج: قد رضينا بكم أيّها الثلاثة، فولوا أيَّكم أحببتم؛ فليس في الثلاثة رجل إلا قال لصاحبه: تولّها أنت، فإني بك راضٍ، وإني فيها غيرُ ذي رغبة. فلما كثر ذلك بينهم قال حيّان بن ظَبيان، فإنّ معاذ بن جُوَين قال: إنّي لا ألي عليكما وأنتما أسنّ مني، وأنا أقول لك مِثلَ ما قال لي ولك، لا ألي عليك وأنت أسنّ مني، ابسطُ يدَك أبايعْك. فبَسَط يده فبايعه، ثم بايعه معاذ بن جوين، ثم بايعه القومُ جميعًا، وذلك في جُمادى الآخرة. فاتّعدِ القوم أن يتجّهزوا ويتيسرُوا ويستعدُوا، ثم يخرجوا في غرّة الهلال هلالِ شعبان سنة ثلاث وأربعين، فكانوا في جهازهم وعدّتهم (١). (٥: ١٧٤/ ١٧٥/ ١٧٦).

وقيل: في هذه السنة سار بُسر بن أبي أرطاة العامريّ إلى المدينة ومكة واليَمن، وقَتل من قَتله في مسيره ذلك من المسلمين.

وذلك قول الواقديّ، وقد ذكرتُ مَن خالفه في وقت مسيره هذا السير (٢). (٥: ١٧٦).

وزعم الواقديّ: أن داودَ بن حيان حدّثه عن عطاء بن أبي مروان، قال: أقام بسر بن أبي أرطاةَ بالمدينة شهرًا يَستعرض الناسَ، ليس أحدٌ ممن يقال هذا أعان على عثمان إلا قَتَله (٣). (٥: ١٧٦).

وقال عطاء بن أبي مَرْوان: أخبرني حَنْظلة بن عليّ الأسلميّ، قال: وجد قومًا


(١) إسناده تالف.
(٢) ضعيف.
(٣) في إسناده متروك.

<<  <  ج: ص:  >  >>