للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلام، ولكنه يكره أن يسمِّيَهم، فانتخب الناس، وألحّ على فُرسان ربيعة الذين كان رأيهم في الشيعة، وكان تجيبه العظماء منهم، ثمّ إنه خرج فيهم مقبلًا إلى المستورِد بن عُلّفة بالمذار (١). (٥: ١٩٠/ ١٩١ / ١٩٢/ ١٩٣ / ١٩٤)

قال أبو مخنف: وحدّثني حُصيرة بن عبد الله بن الحارث عن أبيه عبد الله بن الحارث، قال: كنت في الذين خرجوا مع معقِل بن قيس، فأقبلتُ معه، فوالله ما فارقتُه ساعةً من نهار منذ خرجتُ، فكان أوّل منزل نزلْناه سُورا.

قال: فمكثْنا يومًا حتى اجتمع إليه جُلُّ أصحابه، ثمّ خرجنا مسرِعِين مبادِرين لعدوّنا أن يفوتَنا، فبعثْنا طليعةً، فارتحلنا فنزلنا كُوثَى، فأقمْنا بها يومًا حتى لحق بنا مَنْ تخلَّف، ثم أدلَج بنا من كُوثَى، وقد مَضَى من الليل هزيع، فأقبلْنا حتى دنوْنا من المدائن، فاستقبَلَنا الناسُ فأخبَرونا أنهم قد ارتحلوا، فشقّ علينا واللهِ ذلك، وأيقَنّا بالعَناء وطولِ الطَّلَب.

قال: وجاء معقلُ بن قيس حتى نزل باب مدينة بَهُرَسير، ولم يدخلْها، فخرج إليه سماك بن عبيد، فسلَّم عليه، وأمر غلمانَه ومواليه فأتَوْه بالجزَر والشعير والقَتّ، فجاؤوه من ذلك بكلّ ما كفاه وكفى الجُنْد الذين كانوا معه.

ثم إن معقل بن قيس بعد أن أقام بالمدائن ثلاثًا جمعَ أصحابَه فقال: إن هؤلاء المارقة الضُّلَّال إنما خرجوا فذهبوا على وجوههم إرادةً أن تتعجّلوا في آثارهم، فتقطّعوا وتبدّدوا، ولا تلحقوا بهم إلا وقد تَعِبتم ونَصِبْتم، وأنه ليس شيء يدخل عليكم من ذلك إلا وقد يدخل عليهم مثله، فخرج بنا من المدائن، فقدم بين يديه أبو الروّاغ الشاكريّ في ثلاثمئة فارس، فاتبع آثارَهم، فخرج معقل في أثره، فأخذ أبو الروّاغ يسأل عنهم، ويَركب الوجه الذي أخذوا فيه، حتى عَبَروا جَرْجرايا في آثارهم، ثم سلك الوجه الذي أخذوا فيه، فاتّبعهم، فلم يزل ذلك دأبه حتى لحقهم بالمذار مقيمين، فلما دنا منهم استشار أصحابه في لقائهم وقِتالهم قبل قدومِ معقل عليه، فقال له بعضهم: أقدم بنا عليهم فلنقاتلْهم، وقال بعضهم واللهِ مانرى أن تَعجَل إلى قتالهم حتى يأتيَنا أميرُنا، ونلقاهم بجماعتِنا (٢). (٥/ ١٩٤ / ١٩٥).


(١) إسناده تالف.
(٢) إسناده تالف.

<<  <  ج: ص:  >  >>