للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طَعَنات كما طعن عثمان، فأُخرِج، فطُعِن تسعَ طَعَنات، فمات في الأولى منهنّ أو الثانية (١). (٥: ٢٦٤/ ٢٦٥).

قال أبو مخنف: وحدّثني المجالد عن الشعبيّ وزكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق، قال: وجّه زياد في طلب أصحاب حُجر، فأخذوا يَهرُبون منه، ويأخذ من قَدَر عليه منهم، فبعث إلى قَبيصة بن ضُبيعة بن حرْملة العبسيِّ صاحب الشُّرْطة -وهو شدّاد بن الهيثم- فدعا قَبيصة في قومه، وأخذ سيفه، فأتاه ربعيّ بن خراش بن جَحْش العبسيّ ورجال من قومه ليسوا بالكثير، فأراد أن يقاتل، فقال له صاحب الشُّرْطة: أنت آمن على دمك ومالك، فلِمَ تقتل نفسك؟ فقال له أصحابُه: قد أومِنتَ، فعَلام تقتل نفسَك وتقتلنا معك؟ ! قال: ويحكم! إنّ هذا الدَّعيَّ ابن العاهرة، واللهِ لئن وقعت في يده لا أفلت منه أبدًا أو يقتلني؛ قالوا: كلا! فوضع يدَه في أيديهم، فأقبَلوا به إلى زياد، فلما دخلوا عليه قال زياد: وحيّ عَبْسٍ تُعِزّوني على الدّين، أما والله لأجعلنّ لك شاغلًا عن تلقيح الفِتَنِ، والتوثُّب على الأمراء! قال: إني لم آتك إلا على الأمان؛ قال: انطلقوا به إلى السجن، وجاء قيس بن عباد الشيبانيّ إلى زياد، فقال له: إنّ امرأً منّا من بني همام يقال له: ضيفى بن فَسيل من رؤوس أصحاب حُجْر، وهو أشدّ الناس عليك، فبعث إليه زياد، فأتِيَ به، فقال له زياد: يا عدوّ الله! ما تقول في أبي تراب؟ قال: ما أعرف أبا تراب؛ قال: ما أعرَفَك به! قال: ما أعرفه! قال: أما تعرف عليّ بن أبي طالب؟ قال: بلى، قال: فذاك أبو تراب، قال: كلا، ذاك أبو الحسن والحسين، فقال له صاحب الشُّرْطة: يقول لك الأمير: هو أبو تُراب، وتقول أنتَ: لا! قال: وإن كذب الأمير أتريد أن أكذب وأشهدَ له على باطل كما شهد! قال له زياد: وهذا أيضًا مع ذنبك! عليَّ بالعصا، فأتي بها، فقال: ما قولك [في عليّ؟ ]، قال: أحسن قول أنا قائله في عبد من عباد الله [أقوله في] المؤمنين، قال: اضرِبوا عاتِقه بالعصا حتى يلصق بالأرض، فضرب حتى لزمَ الأرض، ثمّ قال: أقلِعوا عنه، إيهٍ، ما قولُك في عليّ؟ قال: والله لو شرَّحْتَني بالموَاسي والمُدَى ما قلتُ إلا ما سمعتَ منّي؛ قال لتلعَننّه أو لأضربنّ عنقكَ؛ قال: إذًا تضربها والله قبل ذلك، فإن أبيتَ إلا أن تضربَها رضيت بالله،


(١) إسناده تالف.

<<  <  ج: ص:  >  >>