للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشقيتَ أنت؛ قال: ادفعوا في رقبته، ثم قال: أوقِروه حديدًا، وألقُوه في السجن.

ثم بعث إلى عبد الله بن خليفة الطائيّ -وكان شهد مع حُجْر وقاتَلهم قتالًا شديدًا- فبعث إليه زيادٌ بُكَيرَ بن حُمران الأحمريّ -وكان تبيعَ العمّال- فبعثه في أناس من أصحابه، فأقبلوا في طلبه فوجدوه في مسجد عديّ بن حاتم، فأخرجوه، فلما أراد أن يذهبوا به -وكان عزيز النفس- امتنَع منهم فحارَبَهم وقاتلهم، فشجّوه ورَمْوه بالحجارة حتى سقط، فنادتْ ميثاء أخته: يا معشرَ طيّئ أتسلمون ابنَ خليفة لسانَكم وسِنانَكم!

فلما سمع الأحمريّ نداءها خشيَ أن تجتمع طيّئ فيهلك، فهرب وخرج نسوةٌ من طيّئ فأدخلنَه دارًا، وينطلق الأحمريّ حتى أتى زيادًا، فقال: إنّ طيّئًا اجتمعتْ إليَّ فلم أطِقهم، فأتيتك، فبعث زيادٌ إلى عديّ -وكان في المسجد- فحبسه وقال: جئني به -وقد أخبر عديّ بخبر عبد الله- فقال عديّ: كيف آتيك برجل قد قتلَه القوم: قال: جئْني حتى أرى أن قد قتلوه، فاعتلّ له، وقال: لا أدري أين هو، ولا ما فعل! فحبسه، فلم يبق رجلٌ من أهل المِصْر من أهل اليَمَن وربيعة ومضرَ إلا فزع لعديّ، فأتَوا زيادًا فكلّموه فيه، وأخرج عبد الله فتغيَّب في بُحْتر، فأرسل إلى عديّ: إن شئتَ أن أخرجَ حتى أضع يَدِي في يدِك فعلتُ؛ فبعث إليه عديّ: والله لو كنت تحتَ قدميَّ ما رفعتُهما عنك، فدعا زياد عديًّا، فقال له: إني أخلّي سبيلَك على أن تجعل لي لِتنفِيَه من الكوفة، ولتسيرَ به إلى الجبلين؛ قال: نعم، فرجع وأرسل إلى عبد الله بن خليفة: اخْرج، فلو قد سكن غضبه لكلّمته فيك حتى ترجع إن شاء الله؛ فخرج إلى الجبلين.

وأتِيَ زياد بكريم بن عَفيف الخثعميّ فقال: ما اسمك؟ قال: أنا كريم بن عفيف؛ قال: ويحْك، أو وَيلك! ما أحسن اسمَك واسمَ أبيك، وأسوأ عَمَلك ورأيَك! قال: أما والله إنّ عهدك برأيي لمنذ قريب، ثم بعث زيادٌ إلى أصحاب حُجْر حتى جمع اثني عشر رجلًا في السجن، ثم إنه دعا رؤوسَ الأرباع، فقال: اشهَدوا على حُجْر بما رأيتم منه -وكان رؤوس الأرباع يومئذ: عمرو بن حُرَيث على رُبْع أهل المدينة، وخالد بن عُرْفطة على رُبع تميم وهَمْدان، وقيس بن الوليد بن عبد شمس بن المغيرة على رُبع ربيعة وكِنْدة، وأبو بُرْدة بن أبي موسى

<<  <  ج: ص:  >  >>