على مَذْحِج وأسد- فشهِد هؤلاء الأربعةُ أنَّ حُجْرًا جمع إليه المجموع، وأظهر شتمَ الخليفة، ودعا إلى حرب أمير المؤمنين، وزعم أن هذا الأمر لا يَصلح إلا في آل أبي طالب، ووثب بالمصْر وخرج عاملَ أمير المؤمنين، وأظهر عذرَ أبي تراب والترحُّم عليه، والبراءة من عدوّه وأهل حربه، وأنّ هؤلاء النفر الذين معه هم رؤوس أصحابه، وعلى مثِل رأيه وأمره، ثم أمر بهم ليخرجوا، فأتاه قيس بن الوليد فقال: إنه قد بلغني أنّ هؤلاء إذا خُرج بهم عَرَض لهم، فبعث زياد إلى الكُناسة فابتاع إبلًا صِعابًا، فشدّ عليها المَحامِل، ثم حملهم عليها في الرّحَبة أوّل النهار، حتى إذا كان العشاء قال زياد: مَن شاء فليعرِض، فلم يتحرّك من الناس أحد، ونظر زياد في شهادة الشهود فقال: ما أظنّ هذه الشهادة قاطعة، وإني لأحب أن يكون الشهود أكثرَ من أربعة (١). (٥: ٢٦٦/ ٢٦٧/ ٢٦٨).
قال أبو مخنف: فحدّثني الحارث بن حُصَيرة عن أبي الكَنُود -وهو عبد الرحمن بن عبيد- وأبو مخنف عن عبد الرحمن بن جندب وسليمان بن أبي راشد عن أبي الكنود بأسماء هؤلاء الشهود:
بسم الله الرّحمن الرّحيم، هذا ما شَهِد عليه أبو بُرْدة بن أبي موسى لله ربّ العالمين؛ شهد: أنّ حُجْر بن عديّ خلعَ الطاعة، وفارقَ الجماعة، ولعن الخليفة، ودعا إلى الحرب والفتنة، وجمع إليه الجموعَ يدعوهم إلى نَكْث البيعة وخَلْعِ أمير المؤمنين معاوية، وكفر بالله عزّ وجلّ كَفْرةً صَلْعاء.
فقال زياد: على مِثل هذه الشهادة فاشهدوا، أما والله لأجْهَدنّ على قطع خيط عنق الخائن الأحمق، فشَهِد رؤوس الأرباع [الثلاثة الآخرون] على مِثل شهادته -وكانوا أربعة- ثم إنّ زيادًا دعا الناس فقال: اشهَدوا على مثل شهادة رؤوس الأرباع، فقرأ عليهم الكتاب، فقام أوّل الناس عناق بن شُرَحبيل بن أبي دَهم التيميّ تيم الله بن ثعلبة، فقال: بيّنوا اسمي، فقال زياد: ابدؤوا بأسامي قريش، ثمّ اكتبوا اسمَ عناق في الشهود، ومَنْ نعرفه ويعرفه أمير المؤمنين بالنّصيحة والاستقامة.
فشهد إسحاق بن طلحة بن عبيد الله، وموسى بن طلحة، وإسماعيل بن