للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن أقتلَك؛ قال: لو فعلتَ لأتبعَك الله به لعنةً في الدنيا، وأدخلك به في الآخرة النار.

قال: ولم يذكر ابن عباس (١). (٥: ٣٠٣/ ٣٠٤)

وكان سبب ولايته خُراسانَ ما حدّثني عمر، قال: حدّثني عليّ، قال: أخبرني محمد بن حفص، قال: سأل سعيد بن عثمان معاوية أن يستعمله على خُراسان، فقال: إنّ بها عبيد الله بن زياد، فقال: أما لقد اصطنعك أبي ورَفاك حتى بلغتَ باصطناعه المَدَى الذي لا يُجارَى إليه ولا يُسامَى، فما شكرتَ بلاءه، ولا جازيته بآلائه، وقدّمت عليَّ هذا -يعني: يزيد بن معاوية- وبايعتَ له؛ ووالله لأنا خير منه أبًا وأمًّا ونفسًا؛ فقال: فقال معاوية: أمّا بلاء أبيك فقد يحقّ عليّ الجزاء به، وقد كان من شكري لذلك أني طلبتُ بدمه حتى تكشفت الأمور، ولست بلائم لنفسي في التّشمير؛ وأما فضل أبيك على أبيه فأبوك والله خيرٌ مني وأقربُ برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وأما فضل أمّك على أمه فما يُنكَر، امرأةٌ من قريش خير من امرأة من كلب، وأما فضلُك عليه فو الله ما أحبّ أن الغُوطة دُحِسَتْ ليزيد رجالًا مثلك. فقال له يزيد: يا أمير المؤمنين، ابنُ عمّك، وأنت أحقّ مَن نظر في أمره، وقد عَتَب عليك فأعتبه. قال: فولاه حربَ خُراسان، وولى إسحاق ابنَ طلحة خَراجها، وكان إسحاق ابن خالة معاوية، أمّه أمّ أبان ابنة عُتبة بن ربيعة، فلما صار بالرّيّ مات إسحاق بن طلحة فولى سعيد خراجَ خُراسان وحربَها (٢). (٣٠٥: ٥).

حدّثني عمر، قال: حدّثني عليّ، قال: أخبرنا مسلمة، قال: خرج سعيد إلى خُراسان، وخرج معه أوس بن ثعلبة التّيميّ صاحب قصر أوس؛ وطلحة بن عبد الله بن خَلَف الخُزاعيّ، والمهلّب بن أبي صُفْرة، وربيعة بن عِسْل أحدُ بني عمرو بن يَربوع؛ قال: وكان قومٌ من الأعراب يقطعون الطريقَ على الحاجّ ببطن فَلْج، ققيل لسعيد: إن هاهنا قومًا يقطعون الطريق على الحاجّ ويُخيفون السبيل، فلو أخرجتَهم معك! قال: فأخرج قومًا من بني تميم، منهم مالك بن الرَّيْب


(١) في إسناده مبهم.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>