فحدّثني يعقوبُ بن إبراهيم، قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عون، قال: حدّثني رجل بنخلة، قال: بايع الناسُ ليزيدَ بن معاوية غير الحسين بن عليّ، وابن عمرَ، وابن الزّبير، وعبد الرحمن بن أبي بَكر، وابن عبّاس؛ فلما قدم معاوية أرسل إلى الحسين بن عليّ، فقال: يا بن أخي! قد استوسق الناسُ لهذا الأمر غير خمسة نفر من قريش أنت تقودُهْم؛ يا بنَ أخي! فما إرْبك إلى الخلاف؟ قال: أنا أقودهم! قال: نعم، أنت تقودهم؛ قال: فأرسل إليهم، فإنْ بايعوا كنتُ رجلًا منهم، وإلا لم تكن عجلتَ عليّ بأمر؛ قال: وتفعل؟ قال: نعم، قال: فأخذ عليه ألّا يُخبر بحديثهم أحدًا قال: فالْتوى عليه، ثم أعطاه ذلك، فخرج وقد أقعدَ له ابنُ الزبير رجلًا بالطريق قال: يقول لك أخوك ابن الزبير: ما كان؟ فلم يزل به حتى استخرج منه شيئًا.
ثم أرسل بعدَه إلى ابن الزّبير، فقال له: قد استوسق الناسُ لهذا الأمر غير خمسة نفر من قريش أنت تقودهم؛ يا بن أخي! فما إرْبك إلى الخلاف؟ قال: أنا أقودهم! قال: نعم، أنت تقودهم، قال: فأرسل إليهم فإن بايعوا كنتُ رجلًا منهم، وإلا لم تكن عجلتَ عليَّ بأمر؛ قال: وتفعل؟ قال: نعم، قال: فأخذ عليه ألا يخبر بحديثهم أحدًا قال: يا أمير المؤمنين، نحن في حَرَم الله عزّ وجلّ، وعهدُ الله سبحانه ثقيل، فأبى عليه، وخرج.
ثم أرسل بعدَه إلى ابن عمر فكلّمه بكلام هو أليَن من كلام صاحبه، فقال: إنّي أرهب أن أدعَ أمة محمد بعدي كالضأن لا راعيَ لها، وقد استوسَق الناس لهذا الأمر غير خمسة نفر من قريش أنت تقودهم، فما إرْبك إلى الخلاف! قال: هل لك في أمرٍ يُذهب الذمّ، ويحقن الدم، وتُدرك به حاجتك؟ قال: وددتُ! قال: تبرز سريرك، ثم أجيء فأبايعك، على أنّي أدخل بعدَك فيما تجتمع عليه الأمة، فوالله لو أنّ الأمة اجتمعتْ بعدك على عبد حبشي لدخلتُ فيما تدخل فيه الأمة؛ قال: وتفعل؟ قال: نعم، ثم خرج فأتى منزلَه فأطبق بابَه، وجعل الناسُ يجيئون فلا يأذن لهم.
فأرسل إلى عبد الرحمن بن أبي بكر، فقال: يا بن أبي بكر، بأيّة يدٍ أو رِجل تُقدِم على معصيتي! قال: أرجو أن يكون ذلك خيرًا لي؛ فقال: والله لقد هممتُ