للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عثمان بن ربيعة الثقفيّ، وهو ابن أمّ الحَكَم أخت معاوية بن أبي سُفْيان، وعزل عنها الضحّاك بن قيس، ففي عمله في هذه السنة خرجتْ الطائفة الذين كان المغيرةُ بن شعبة حبَسَهم في السّجن من الخوارج الذين كانوا بايعوا المستورد بن عُلَّفة، فظَفِر بهم فاستَودعَهم السجن، فلما مات المغيرةُ خرجا من السجن (١). (٣٠٩: ٥)

فذكر هشام بن محمد: أنّ أبا مخنف، حدّثه عن عبد الرحمن بن جُندب، عن عبد الله بن عُقْبة الغَنَوِيّ: أنّ حيَّان بن ظَبْيان السُّلَميّ جمع إليه أصحابه، ثم إنه حَمِد الله وأثنى عليه ثم قال لهم: أمّا بعد، فإنّ الله عزّ وجلّ كتب علينا الجهاد، فمنّا من قَضَى نحْبَه، ومنّا من يَنتظر، وأولئك الأبرار الفائزون بفضلهم، ومَنْ يكن منّا من ينتظر فهو من سلَفنا القاضين نحبَهم، السابقين بإحسان؛ فمن كان منكم يريد الله وثوابهَ فليَسلك سبيلَ أصحابه وإخوانه يؤته اللهُ ثوابَ الدنيا وحُسنَ ثوابِ الآخرة والله مع المحسنين.

قال معاذ بن جُوَين الطائيّ: يا أهل الإسلام! إنا والله لو علمْنا أنا إذا تركنا جهاد الظلمة وإنكار الجوْر، كان لنا به عند الله عذر، لكان تركه أيْسَر علينا، وأخفَّ من ركوبه، ولكنّا قد علمنا واستيقنّا أنه لا عذر لنا، وقد جعل لنا القلوب والأسماع حتى ننكر الظلم، ونُغيّر الجوْر، ونجاهِد الظالمين، ثم قال: ابسط يَدك نبايعك، فبايعه وبايَعَه القومُ، فضربوا على يد حيَّان بن ظَبْيان، فبايعوه، وذلك في إمارة عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان الثقفيّ، وهو ابن أمّ الحَكَم، وكان على شرطته زائدة بن قُدامة الثقفيّ.

ثم إن القوم اجتمعوا بعد ذلك بأيام إلى منزل معاذ بن جوين بن حصين الطائيّ. فقال لهم حيَّان بن ظَبْيان: عبادَ الله! أشيروا برأيكم، أين تأمروني أن أخرج؟ فقال له معاذ: إني أرى أن تسير بنا إلى حُلوان حتى ننزلها، فإنها كورةٌ بين السهل والجبل، وبين المصر والثّغر -يعني بالثغر: الري- فمن كان يرى رأيَنا من أهل المِصْر والثَّغر والجبال والسواد لحق بنا. فقال له حيّان: عدوُّك مُعاجلك قبل اجتماع الناس إليك، لَعَمري لا يتركونكم حتى يجتمعوا إليكم، ولكن قد رأيت


(١) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>