للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النعمان بن المنذر، ومن الأسود والأحمر. والله إن دخل علينا ذلّ قطُّ؛ فأسير معك حتى أنزلك القُرَيَّة، ثم نبعث إلى الرجال ممن بأجَأ وسَلمَى من طيىّء، فوالله لا يأتي عليك عشرة أيام حتى تأتيَك طيىَء رجالًا ورُكبانًا، ثم أقم فينا ما بدا لك، فإن هاجك هَيْج فأنا زعيم لك بعشرين ألف طائيّ يَضربون بين يديك بأسيافهم، والله لا يُوصَل إليك أبدًا ومنهم عين تَطرف؛ فقال له: جزاك الله وقومَك خيرًا! إنه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه على الانصراف، ولا ندري علامَ تَنصرف بنا وبهم الأمورُ في عاقبِه! (٥: ٤٠٦) (١).

قال أبو مخنف: فحدّثني جميل بن مَرْثَد، قال: حدّثني الطِّرِماح بن عَديّ، قال: فودّعتُه وقلتُ له: دفع الله عنك شرّ الجن والإنس، إنّي قد امترتُ لأهلي من الكوفة ميرةً، ومعي نفقة لهم، فآتيهم فأضع ذلك فيهم، ثم أُقبل إليك إن شاء الله، فإن ألحقك فوالله لأكوننَّ من أنصارك؛ قال: فإن كنتَ فاعلًا فعجِّلْ رحمك الله؛ قال: فعلمتُ أنه مستوحشٌ إلى الرجال حتى يسألني التعجيل، قال: فلما بلغتُ أهلي وضعتُ عندهم ما يصلحهم، وأوصيت، فأخذ أهلي يقولون: إنك لتصنع مَرّتَك هذه شيئًا ما كنتَ تصنعه قبل اليوم، فأخبرتُهم بما أريد. وأقبلتُ في طريق بني ثُعَل حتى إذا دنوتُ من عُذَيب الهجانات، استقبلَني سَماعة بن بدر، فنعاه إليّ، فرجعت، قال: ومضى الحسين عليه السلام حتى انتهى إلى قصر بني مقاتل، فنزل به، فإذا هو بفُسطاط مضروب. (٥: ٤٠٦ - ٤٠٧) (٢).

قال أبو مخنف: حدّثني المجالد بن سعيد عن عامر الشَّعبي: أنّ الحسين بن عليّ - رضي الله عنه - قال: لمَن هذا الفساط؟ فقيل: لعبيد الله بن الحُرّ الجعفيّ؛ قال: ادعوه لي، وبَعَثَ إليه، فلما أتاه الرسول، قال: هذا الحسين بن عليّ يدعوك؛ فقال عبيد الله بن الحُرّ: إنَا لله وإنا إليه راجعون! والله ما خرجتُ من الكوفة إلا كراهة أن يدخلها الحسين وأنا بها، والله ما أريد أن أراه ولا يراني، فأتاه الرسولُ فأخبَرَه، فأخذ الحسين نعليْه فانتعل، ثم قام فجاءه حتى دخل عليه، فسَلّم وجلس، ثمّ دعاه إلى الخروِج معه، فأعاد إليه ابن الحُرّ تلك المقالة، فقال: فإلا تنصرْنا فاتّق الله أن تكون ممّن يقاتلنا، فوالله لا يسمع واعيَتنا


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>