للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يومئذ عبدُ الله بن زهير بن سُليم الأزديّ، وعلى رُبْع مُذْحِج وأسَد عبد الرحمن بن أبي سَبْرة الجعفيّ وعلى رُبْع ربيعة وكِنْدة قيس بن الأشعث بن قيس، وعلى ربع تميم وهمْدان الحرّ بن يزيد الرّياحيّ؛ فشهد هؤلاء كلُّهم مقتلَ الحسين إلا الحُرّ بن يزيد فإنه عدل إلى الحسين، وقُتل معه، وجعل عمرُ على ميمنته عمرو بن الحجّاج الزُّبيديّ، وعلى ميسرته شَمر بن ذي الجوْشن بن شُرَحبيل بن الأعور بن عمر بن معاوية -وهو الضِّباب بن كلاب- وعلى الخيل عزْرة بن قيس الأحمسيّ، وعلى الرّجال شَبَث بن ربْعيّ الرياحيّ، وأعطى الراية ذُوَيدًا مولاه (١). (٥: ٤٢٢).

قال أبو مخنف: حدّثني عمرو بن مرَّة الجمَليّ عن أبي صالح الحنفيّ، عن غلام لعبد الرّحمن بن عبد ربّه الأنصاريّ، قال: كنت مع مولاي، فلما حضر الناس وأقبلوا إلى الحسين؛ أمر الحسينُ بفُساط فضُرب، ثم أمر بمسك، فميثَ في جَفْنة عظيمة أو صَحْفة؛ قال: ثم دخل الحسين ذلك الفُسْطاطَ فتطلَّى بالنُّورة، قال: ومولاي عبدُ الرحمن بنُ عبد رّبه وبُرَير بن حُضَير الهمْدانيّ على باب الفُسْطاط تحتكّ مناكبهما، فازدحما أيهما يَطّلى على أثره، فجعل بريَر يهازل عبدَ الرحمن، فقال له عبد الرحمن: دعنا، فوالله ما هذه بساعة باطل، فقال له بُرَير: والله لقد علم قومي أني ما أحببتُ الباطل شابًّا ولا كَهْلًا، ولكنْ والله إنّي لمستبشرٌ بما نحن لاقون، والله إنْ بيننا وبين الحُور العين إلا أن يميل هؤلاء علينا بأسيافهم، ولَوددتُ أنهم قد مالوا علينا بأسيافهم، قال: فلما فرغ الحسين دخلنا فاطّلينا، قال: ثمّ إن الحسين ركب دابّته ودعا بمصحف فوضعه أمامَه؛ قال: فاقتتل أصحابُه بين يديه قتالًا شديدًا، فلما رأيتُ القوم قد صُرِعوا أفلَتّ وتركتُهم (٢) (٤٢٢: ٥ - ٤٢٣).

قال أبو مخنف: عن بعض أصحابه، عن أبي خالد الكاهليّ، قال: لما صبّحت الخيل الحسينَ رفع الحسين يديه، فقال: اللهمّ أنت ثقتِي في كلّ كرب، ورجائي في كلّ شدّة، وأنت لي في كلّ أمر نزَل بي ثقة وعُدّة، كم من همّ يَضعُف فيه الفؤاد، وتقلّ فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمَت فيه العدوّ أنزلتَه


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>