للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنه ليس على النساء قتال؛ فانصرفت إليهنّ. قال: وحمَل عمرو بن الحجّاج وهو على ميمنة الناس في الميمنة، فلما أن دنا من حسين جَثَوْا له على الرُّكَب، وأشرَعوا الرماح نحوهم، فلم تقدم خيلهم على الرماح، فذهبت الخيل لترجع، فرَشَقُوهم بالنَّبل، فصرعوا منهم رجالًا، وجَرَحوا منهم آخرين (١). (٥: ٤٢٩ - ٤٣٠).

قال أبو مخنف: فحدّثني حسين أبو جعفر، قال: ثمّ إنّ رجلًا من بني تميم -يقال له: عبد الله بن حَوْزة- جاء حتى وقف أمام الحسين، فقال: يا حسين، يا حسين! فقال حسين: ما تشاء؟ قال: أبشرْ بالنار؛ قال: كلّا، إني أقدِم على ربّ رحيمٍ، وشفيع مطاع، من هذا؟ قال له أصحابه: هذا ابن حَوْزة، قال: ربِّ حُزْه إلى النار؛ قال: فاضطرب به فِرسُه في جدْوَل فوقع فيه، وتعلّقتْ رجلُه بالركاب، ووقع رأسُه في الأرض ونَفر الفرس، فأخذ يمرُّ به فيضرب برأسه كلّ حجرٍ وكلّ شجرةٍ حتى مات (٢). (٥: ٤٣٠ - ٤٣١).

قال أبو مخنف: وأمَّا سُوَيد بن حَيَّة؛ فزعم لي: أنّ عبد الله بن حَوْزة حين وقع فرسه بقيتْ رجلُه اليسرى في الرّكاب، وارتفعت اليُمنى فطارت، وعَدا به فرسُه يضرب رأسه كلَّ حَجَر وأصل شجرة حتى مات (٣). (٥: ٤٣١).

قال أبو مخنف: عن عطاء بن السائب، عن عبد الجبّار بن وائل الحضرميّ، عن أخيه مسروق بن وائل، قال: كنتُ في أوائل الخيل ممن سار إلى الحسين، فقلت: أكون في أوائلها لعلِّي أصيب رأسَ الحسين، فأصيب به منزلةً عند عُبيد الله بن زياد؛ قال: فلما انتهينا إلى حسين تقدّم رجل من القوم يقال له: ابن حَوْزة، فقال: أفيكم حسين؟ قال: فسكَت حسينٌ؛ فقالها ثانية، فأسكت حتى إذا كانت الثالثة قال: قولوا له: نَعَم، هذا حسين، فما حاجتُك؟ قال: يا حسين، أبشرْ بالنار؛ قال: كذبتَ، بل أقدم على ربٍّ غفور وشفيع مطاع، فمَن أنت؟ قال: ابن حَوْزة؛ قال: فرفع الحسين يدَيه حتى رأينا بياض إبطَيْه من فوق الثياب، ثم قال: اللهمّ حُزْه إلى النار، قال: فغضب ابن حَوْزة، فذهب ليُقحم إليه الفرس وبينه وبينه نهر؛ قال: فعَلقتْ قدمُه بالرّكاب، وجالت به الفرس فسقط


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٣) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>