للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ففعل ذلك مرارًا، فبَصر به مُرّة بن منقذ بن النعمان العبديّ ثمّ الليثيّ، فقال: عليّ أثَامُ العرب إنْ مَرّ بي يفعل مِثلَ ما كان يفعل إنْ لم أثكِله أباه؛ فمرَّ يشدّ على الناس بسيفه، فاعترضه مرَّة بن منقذ، فطعنه فصُرع؛ واحتَوَله الناس فقطّعوه بأسيافهم (١). (٥: ٤٤٦).

قال أبو مخنف: حدّثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم الأزديّ، قال: سماعُ أذني يومئذ من الحسين يقول: قتل الله قومًا قتلوك ياِ بنيّ! ما أجرأهم على الرحمن، وعلى انتهاك حرمة الرسول! على الدنيا بعَدَك العَفاء!

قال: وكأني أنظر إلى امرأة خرجتْ مسرعةً كأنها الشمس الطالعة تنادي: يا أخيّاهْ! ويا بن أخَيّاهْ! قال: فسألتُ عليها، فقيل: هذه زينب ابنة فاطمةَ ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاءت حتى أكبّت عليه، فجاءها الحسين فأخذ بيَدها فردَّها إلى الفسطاط، وأقبل الحسين إلى ابنه، وأقبل فتيانه إليه، فقال: احمِلوا أخاكم، فحملوه مِنْ مَصَرعه حتى وضعوه بين يدَي الفساط الذي كانوا يقاتلون أمامه. قال: ثمّ إن عمرو بن صُبيح الصّدائيّ رَمَى عبد اِلله بن مسلم بن عَقيل بسهم فوضع كفّه على جبهته، فأخذ لا يستطيع أن يحرّك كفّيه، ثم انتحَى له بسهم آخرَ ففلق قلَبه، فاعتَوَرهم الناس من كلّ جانب، فحمل عبد الله بن قطْبَة الطائيُّ ثم النّبهانيّ على عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فَقَتله، وحمل عامر بن نهْشَلْ التيميُّ على محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فقتلَه؛ قال: وشدّ عثمان بن خالد بن أسَيْر الجهُنيّ، وبشر بن سوط الهمْدانيّ ثمّ القابضيّ على عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب فقَتَلاه، ورمى عبد الله بن عزرة الخثعميّ جعفرَ بن عَقِيل بن أبي طالب فقَتَله (٢). (٤٤٦: ٥ - ٤٤٧).

قال أبو مخنف: حدّثني سليمان بن أبي راشد، عن حُميد بن مسلم، قال: خرج إلينا غلام كأنَّ وجهه شقّة قمر، في يده السيف، عليه قميص وإزار ونعلان قد انقطع شِسْع أحدهما، ما أنسَى أنها اليسرى، فقال لي عمرو بن سعد بن نُفَيل الأزديّ: والله لأشدّنّ عليه؛ فقلت له: سبحان الله! وما تريد إلى ذلك! يكفيك


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>