للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآخَرون؛ قال: فنَجّاني الله (١). (٥: ٤٤٤ - ٤٤٥).

قال أبو مخنف: حدّثني فُضَيل بن خُديج الكندي: أنّ يزيد بن زياد؟ وهو أبو الشعثاء الكنديّ من بني بَهْدَلة جَثَا على ركبتيه بين يدي الحسين، فرَمَى بمئة سهم ما سقط منها خمسة أسهم، وكان راميًا، فكان كلّما رَمَى قال: أنا ابن بهدلهْ. فُرْسانِ العَرْجلهْ؛ ويقول حسين: اللهمّ سَددْ رميتَه، واجعلْ ثوابَه الجنَةَ؛ فلما رمى بها، قام فقال: ما سقط منها إلا خمسة أسهم، ولقد تبيَّن لي أني قد قتلتُ خمسة نفر، وكان في أوّل من قُتل، وكان رجزُه يومئذ:

أَنا يزيدُ وأَبي مُهاصِرْ ... أشجعُ من ليثٍ بِغيلٍ خادرْ

يا ربّ إنَي للحسيْن ناصِرْ ... ولابن سعدٍ تاركٌ وهاجرْ

وكان يزيد بن زياد بن المهاصر ممّن خرج مع عُمر بن سعد إلى الحسين، فلما ردّوا الشُروط على الحسين مال إليه فقاتل معه حتى قُتل، فأمّا الصيداويّ عمر بن خالد، وجابر بن الحارث السلمانيّ، وسعد مولى عمر بن خالد، ومجمّع بن عبد الله العائذيّ، فإنهم قاتلوا في أوّل القتال، فشدّوا مُقْدِمين بأسيافهم على الناس، فلما وغلوا عطف عليهم الناس فأخذوا يحوزونهم، وقطعوهم من أصحابهم غير بعيد، فحمل عليهم العباس بن عليّ فاستنقذهم، فجاؤوا قد جُرِّحوا، فلما دنا منهم عدوّهم شدّوا بأسيافهم فقاتلَوا في أوّل الأمر حتى قُتِلوا في مكان واحد (٢). (٥: ٤٤٥ - ٤٤٦).

قال أبو مخنف: حدّثني زهير بن عبد الرحمن بن زهير الخثعميّ، قال: كان آخر من بقي مع الحسين من أصحابه سُويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعميّ، قال: وكان أوّل قتيل من بني أبي طالب يومئذ عليٌّ الأكبر بن الحسين بن عليّ -وأمه ليلى ابنة أبي مُرّة بن عُروة بن مسعود الثقفيّ- وذلك أنه أخذ يشدّ على الناس وهو يقول:

أَنا عَليُّ بنُ حسينِ بن عَلِي ... نَحن وربِّ البيت أَولَى بالنَّبِي

تالله لا يَحْكُم فينا ابنُ الدَّعِي


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>