للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي ظَبيان الأزديّ، فخرجوا حتى قدموا بها الشأم على يزيدَ بن معاوية (١). (٤٥٩: ٥).

قال هشام: فحدّثني عبد الله بن يزيد بن رَوْح بن زِنْباع الجُذاميّ عن أبيه، عن الغاز بن ربيعة الجُرشى؛ من حمير، قال: والله إنا لعند يزيدَ بن معاوية بدمشق؛ إذ أقبل زَحْر بن قيس حتى دخل على يزيد بن معاوية، فقال له يزيد: ويلك! ما وراءك؟ وما عندك؟ فقال: أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله ونصره، وَرَدَ علينا الحسينُ بن عليّ في ثمانية عشر من أهل بيته وستِّين من شيعته، فسرنا إليهم، فسألناهم أن يستسلموا وينزلوا على حُكم الأمير عُبيدِ الله بن زياد، أو القتال؛ فاختاروا القتال على الاستسلام، فعدوْنا عليهِم مع شروق الشمس، فأحطْنا بهم من كلّ ناحية، حتى إذا أخذتِ السيوفُ مأخَذها من هام القوم، يَهربون إلى غير وَزَر، ويلوذون منا بالآكام والحُفَر، لواذًا كما لاذ الحمَائم من صقر، فوالله يا أمير المؤمنين ما كان إلا جَزْرَ جَزور أو نومةَ قائل حِتى أتينا على آخرهم، فهاتيك أجسادُهم مجرَّدة، وثيابُهم مرمَّلة وخدودهم معفرة، تصهرُهم الشمس، وتَسفي عليهم الريح، زُوَّارهم العِقْبان والرَّخَم بقيّ سَبْسَب، قال: فدمعتْ عينُ يزيد، وقال: قد كنت أرضَى من طاعتكم بدون قتلِ الحسين، لعن الله ابن سُميّة! أما والله لو أنّي صاحبه لعفوتُ عنه، فرحم الله الحسينَ! ولم يصله بشيء.

قال: ثم إن عبيد الله أمر بنساء الحسين وصبيانه فجُهِّزن، وأمر بعليّ بن الحسين فَغُلَّ بغلّ إلى عنقه، ثم سرّح بهم مع مُحَفّز بن ثعلبة العائذيّ، عائذة قريش ومع شمر بن ذي الجوشن، فانطلقا بهم حتى قدموا على يزيد، فلم يكن عليّ بن الحسين يكلم أحدًا منهما في الطريق كلمة حتى بلغوا، فلمّا انتهَوا إلى باب يزيدَ رفع مُحَفز بن ثعلبة صوتَه، فقال: هذا محفَز بن ثعلبة أتي أميرَ المؤمنين باللئام الفَجَرة، قال: فأجابه يزيد بن معاوية: ما ولدتْ أم مَحفز شرٌّ وألأم (٢). (٥: ٤٥٩ - ٤٦٠).

قال أبو مخنف: حدّثني الصقعب بن زهير، عن القاسم بن عبد الرحمن


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>