عبيد أبي الكَنود، قال: لما بلغ عبدَ الله بن جعفر بن أبي طالب مقتل ابنيه مع الحسين؛ دخل عليه بعضُ مواليه والناس يعزّونه -قال: ولا أظنّ مولاه ذلك إِلا أبا اللِّسلاس- فقال: هذا ما لقينا ودخل علينا من الحسين! قال: فحذفه عبد الله بن جعفر بنعله، ثم قال: يا بن اللَّخناء، أللحسين تقول هذا! والله لو شهدتُه لأحببتُ ألّا أفارقَهُ حتى أقتلَ معه، والله إنه لما يسخِّي بنفسي عنهما، ويهوّن عليّ المصابَ بهما، أنهما أصيبا مع أخي وابن عمّي مواسيَيْن له؛ صابرَيْن معه، ثم أقبل على جلسائه فقال: الحمد لله عزّ وجلّ على مصرَع الحسين، إلا تكن آستْ حسينًا يدي، فقد آساه ولَديَّ، قال: ولَمَّا أتى أهلَ المدينة مقتلُ الحسين خرجتْ ابنةُ عَقيل بن أبي طالب ومعها نساؤها وهي حاسرة تلوى بثوبها وهي تقول:
قال هشام: عن عوانة، قال: قال عُبيد الله بن زياد لعمَر بن سعد بعد قتله الحسين: يا عمر! أين الكتاب الذي كتبتُ به إليك في قتل الحسين؟ قال: مضيتُ لأمرك وضاع الكتاب؛ قال: لتجيئنّ به؛ قال: ضاع، قال: والله لتجيئنّي به؛ قال: تُرك والله يُقرأ على عجائز قريش اعتذارًا إليهنّ بالمدينة، أمّا والله لقد نصحتُك في حسين نصيحةً لو نصحتُها أبي سعد بن أبي وّقاص كنت قد أدّيت حقه، قال عثمان بن زياد أخو عبيد الله: صدق والله، لوَددتُ أنه ليس من بني زياد رجلٌ إلا وفي أنفه خِزامةٌ إلى يوم القيامة وأنّ حسينًا لم يُقتل؛ قال: فوالله ما أنكر ذلك عليه عبيد الله. (٤٦٧: ٥).
قال هشام: حدّثني بعض أصحابنا، عن عمرو بن أبي المقدام، قال: حدّثني عمرو بن عكرمة، قال: أصبحنا صبيحةَ قتل الحسين بالمدينة، فإذا مولى لنا يحدّثنا، قال: سمعتُ البارحة مناديًا ينادي وهو يقول: