الحكم، وامرأتَه عائشة بنت عثمان بن عفّان، وهي أمّ أبان بن مروان.
(٥: ٤٨٥ - ٤٨٤).
وقد حدّثت عن محمد بن سعد، عن محمد بن عمر، قال: لما أخرج أهلُ المدينة عثمانَ بن محمد من المدينة، كلّم مروان بن الحكم بن عمر أن يغيِّب أهلَه عنده، فأبى ابن عمر أن يفعل، وكلم عليَّ بن الحسين، وقال: يا أبا الحسن، إن لي رحِمًا وحُرَمي تكون مع حُرَمك، فقال: أفعل؛ فبعث بحُرَمه إلى عليّ بن الحسين، فخرج بحُرمه وحُرَم مروان حتى وضعهم بيَنْبُعَ، وكان مروانُ شاكرًا لعليّ بن الحسين، مع صداقة كانت بينهما قديمة. (٤٨٥: ٥).
رجع الحديث إلى حديث أبي مخنف عن عبد الملك بن نَوْفل، قال: وأقبل مسلم بن عُقبة بالجيش حتى إذا بلغ أهلَ المدينة إقبالُه وثبوا على مَنْ لمعهم من بني أميّة، فحصروهم في دار مَرْوان، وقالوا: والله لا نكفّ عنكم حتى نستنزلَكم ونضربَ أعناقكم، أو تُعطونا عهدَ الله وميثاقَه لاتَبْغونا غائلةً، ولا تدلّوا لنا على عَوْرة، ولا تظَاهِروا علينا عدوّا، فنكفّ عنكم ونُخرجَكم عنّا، فأعطَوْهم عهدَ الله وميثاقَه لا نبغيكم غائلةً، ولا ندل لكم على عورة، فأخرَجوهم من المدينة، فخرجتْ بنو أمية بأثقالهم حتى لقوا مسلم بن عقبة بوادي القُرى، وخرجتْ عائشة بنت عثمان بن عفان إلى الطائف، فتمر بعلي بن حسين وهو بمالٍ له إلى جنب المدينة قد اعتزلها كراهية أن يشهد شيئًا من أموالهم، فقال لها: احملي ابني عبد الله معكِ إلى الطائف فحملتْه إلى الطائف حتى نُقِضتْ أمورُ أهل المدينة.
ولما قدمت بنو أميّة على مسلم بن عُقبة بوادي القرى دعا بعَمرو بن عثمان بن عفان أوَّل الناس فقال له: أخبرني خبرَ ما وراءك، وأشِرْ على؛ قال: لا أستطيع أن أخبرَك، أخِذ علينا العهودَ والمواثيقِ ألّا ندلَّ على عورة، ولا نظاهرَ عدوًّا، فانتهره ثم قال: والله لولا أنَّك ابنُ عثمان لضربتُ عنقَك، وَايمُ الله لا أقيلها قُرَشيّا بعدك، فخرج بما لقي من عنده إلى أصحابه، فقال مَرْوان بن الحكَم لابنه عبد الملك: ادخُلْ قبلي لعلّه يجتزِئ بك عني، فدخل عليه عبد الملك، فقال: هاتِ ما عندَك، أخبِرني خبرَ الناس، وكيف ترى، فقال له: نعم أرى أن تسير بمن معك؛ فتنكَبَ هذا الطريقَ إلى المدينة، حتى إذا انتهيتَ إلى أدنى نَخل بها