حدّثنا ابن حميد قال: حدّثنا جرير، عن مغيرة، قال: كتب يزيد إلى ابن مَرْجانة: أن اغزُ ابنَ الزبير؛ فقال: لا أجمعهما للفاسق أبدًا، أقتل ابنَ بنت رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وأغزو البيتَ!
قال: وكانت مَرْجانة امرأة صدق، فقالت لعبيد الله حين قتِل الحسين عليه السلام: ويْلك! ماذا صنعتَ! وماذا ركبت! (٥: ٤٨٣ - ٤٨٤).
رجع الحديث إلى حديث حبيب بن كُرّة، قال: فأقبلت حتى أوفِيَ عبد الملك بن مروان في ذلك المكان في تلك الساعة أو بُعَيدَها شيئًا.
قال: فوجدتُه جالسًا متقنِّعًا تحت شجرة، فأخبرته بالذي كان، فُسرّ به، فانطلقنا حتى دخلنا دارَ مروانَ على جماعة بني أمية، فنبّأتهم بالذي قُدِمتُ به، فحمِدوا الله عزّ وجلّ (١). (٥: ٤٨٤).
قال عبد الملك بن نوفل. حدَّثني حبيب: أنه بلغه في عشرة، قال: فلم أبرحْ حتى رأيت يزيد بن معاوية خرج إلى الخيل يتصفّحها وينظر إليها؛ قال: فسمعتُه وهو يقول وهو متقلِّد سيفًا، متنكبٌ قوسًا عربيَّة:
أَبلغْ أبا بَكرٍ إذا الليلُ سَرَى ... وهَبَطَ القومُ على وادِي القُرَى
أم جَمْع يَقظانَ نُفي عنه الكَرَى! ... يا عجبًا مِن مُلْحِدٍ يا عَجبا!
مُخادع في الدين يقْفُو بالعُرى
قال عبد الملك بن نوفل: وفَصَل ذلك الجيش من عند يزيدَ وعليهم مُسلِم بن عُقْبة، وقال له: إن حَدث بك حَدَثٌ فاستخلفْ على الجيش حصين بن نُمَير السَّكونيّ؛ وقال له: ادعُ القومَ ثلاثًا، فإن هم أجابوك وإلا فقاتلْهم، فإذا أظْهِرتَ عليهم فأبِحْها ثلاثًا، فما فيها من مالٍ أو رِقَةٍ أو سِلاح أو طعام فهو للجند، فإذا مضت الثلاثُ فاكفُف عن الناس؛ وانظر عليّ بن الحسين، فاكففْ عنه، واستَوْصِ به خيرًا، وأدنِ مجلسَه، فإنه لم يدخل في شيء مما دخلوا فيه، وقد أتاني كتابُه، وعليّ لا يعلم بشيء مما أوصَى به يزيد بن معاوية مسلمَ بن عقبة، وقد كان عليّ بن الحسين لما خرج بنو أمية نحو الشأم أوى إليه ثَقَل مروان بن