للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبايعك على سنّة عمر؛ قال: اقتلُوه، قال: أنا أبايع! قال: لا والله لا أقيلك عثرتَك، فكلّمه مروان بن الحكم -لصهر كان بينهما- فأمر بمروان فوجِئتْ عنقُه، ثم قال: بايعوا على أنكم خوَل ليزيدَ بن معاوية، ثمّ أمر به فقُتل. (٥: ٤٩٢ - ٤٩٣).

قال هشام: قال عوِانة: عن أبي مخنف، قال: قال عبد الملك بن نوفل بن مساحق: ثمّ إنّ مروان أتِيَ بعليّ بن الحسين، وقد كان عليّ بن الحسين حين أخرِجت بنو أميّة منع ثَقَل مروان وامرأته وآواها، ثمّ خرجتْ إلى الطائف، فهي أمّ أبان ابنة عثمان بن عفان، فبعث ابنه عبد الله معها، فشكر ذلك له مروان -وأقبل عليّ بن الحسين يمشي بين مروان وعبد الملك يلتمس بهما عند مسلم الأمان، فجاء حتى جلس عنده بينهما، فدعا مروان بشراب ليتحرّم بذلك من مسلم، فأتى له بشراب، فشرب منه مروان شيئًا يسيرًا، ثمّ ناوله عليًّا، فلما وقع في يده قال له مسلم: لا تشرب من شرابنا، فأرعِدت كفّه، ولم يأمنْه على نفسه، وأمسك القَدَح بكفّه لا يشربه ولا يضعه، فقال: إنك إنما جئت تمشي بين هؤلاء لتأمن عندي؛ والله لو كان هذا الأمر إليهما لقتلتك، ولكنّ أمير المؤمنين أوصاني بك، وأخبَرَني أنك كاتبته، فذلك نافِعُك عندي، فإن شئت فاشرب شرابك الذي في يدك، وإن شئت دعونا بغيره، فقال: هذه التي في كفّي أريد، قال: اشرَبها، ثم قال: إليَّ هاهنا، فأجلَسه معه (١). (٥: ٤٩٣).

قال هشام: وقال عوانة بن الحكم: لما أتى بعليّ بن الحسين إلى مسلم، قال: مَن هذا؟ قالوا: هذا عليّ بن الحسين؛ قال: مرحبًا وأهلًا؛ ثم أجلَسَه معه على السرير والطِّنفِسة، ثم قال: إنّ أمير المؤمنين أوصاني بك قبلًا، وهو يقول: إنّ هؤلاء الخبثاء شغلوني عنك وعن وُصْلتك؛ ثم قال لعليّ: لعلّ أهلك فزِعوا! قال: إي والله! فأمر بدابّته فأسرِجتْ، ثمّ حمله فردّه عليها. (٥: ٤٩٣ - ٤٦٤).

قال هشام: وذكر عوانة: أنّ عَمرو بن عثمان لم يكن فيمن خرج من بني أميّة، وأنه أتي به يومئذ إلى مسلم بن عُقْبة فقال: يا أهل الشام! تعرفون هذا؟ قالوا: لا؛ قال: هذا الخبيث ابن الطيّب، هذا عمرو بن عثمان بن عفّان أمير


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>