فقال له الضحّاك: فما الرأي؟ قال: الرأي أن نُظهر ما كنا نسرّ وندعو إلى طاعة ابن الزبير، ونقاتل عليها، فمالَ الضحّاك بمن معه من الناس فعَطفهم، ثمّ أقبل يسير حتى نزل بمَرْج راهطَ.
واختُلف في الوقعة التي كانت بمرج راهط بين الضحّاك بن قيس ومروان بن الحَكَم، فقال محمَّد بن عمرَ الواقديّ: بُويع مروانُ بنُ الحكم في المحرّم سنة خمس وستين، وكان مروانُ بالشام لا يُحدّث نفسه بهذا الأمر حتى أطْمَعَه فيه عُبيد الله بن زياد حين قَدِم عليه من العراق، فقال له: أنت كبيرُ قريش ورئيسها، يلي عليك الضحاك بن قيس! فذلك حين كان ما كان، فخرج إلى الضحاك في جيش، فقَتلهم مروان والضحاك يومئذ في طاعة ابن الزبير، وقُتلت قيس بمرج راهط مقتلةً لَمْ يُقتل مِثلُها في موطن قطّ. (٥: ٥٣١ - ٥٣٤).
قال محمَّد بن عمر: حدّثني ابن أبي الزناد، عن هشام بن عُروة، قال: قُتِل الضحاك يومَ مَرْج راهط على أنَّه يدعو إلى عبد الله بن الزبير، وكُتِبَ به إلى عبد الله لما ذُكِر عنه من طاعته وحسن رأيه. (٥: ٥٣٤).
وقال غيرُ واحد: كانت الوقعة بمرج راهط بين الضحاك ومروان في سنة أربع وستّين.
وقد حُدِّثت عن ابن سعد، عن محمَّد بن عمر، قال: حدّثني موسى بن يعقوب عن أبي الحُوَيْرث، قال: قال أهل الأردنّ وغيرهم لمروان: أنت شيخٌ كبير، وابن يزيد غلام وابن الزبير كَهْل، وإنما يُقرع الحديدُ بعضُه ببعض، فلا تبارِه بهذا الغلام، وارمِ بنحرك في نحوه، ونحن نبايعك، ابسُط يدَك، فَبَسَطها، فبايعوه بالجابِيَة يومَ الأربعاء لثلاث خلون من ذي القعدة سنة أربع وستين. (٥: ٥٣٤).
قال محمَّد بن عمر: وحدّثني مصعب بن ثابت، عن عامر بن عبد الله: أن الضّحاك لما بلغه: أنّ مروان قد بايعه من بايعه على الخلافة، بايع من معه لابن الزبير، ثمَّ سار كلّ واحد منهما إلى صاحبه، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، فقُتل الضحاك وأصحابه. (٥: ٥٣٤ - ٥٣٥).
قال محمَّد بن عمر: وحدّثني ابن أبي الزّناد، عن أبيه؛ قال: لما ولي المدينة