للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا أبيتم، فثارَ إليه الناسُ فقالوا: لا، بل نأبَى على عدوّ الله، ولا نَسمَع له ولا نطيع (١). (٣٣٤/ ٦ - ٣٣٥).

قال أبو مِخنَف: فحدّثني مطرّف بن عامر بن واثلة الكنانيّ أنّ أباه كان أوّل متكلّم يومئذ، وكان شاعرًا خطيبًا، فقال بعدَ أن حَمِد الله وأثنى عليه:

أما بعد، فإن الحجّاج والله ما يَرَى بكم إلا ما رأى القائل الأوّل إذ قال لأخيه: احمِل عبدَك على الفرَس، فإنْ هَلَك هلك، وإن نجا فَلك، إن الحجاج والله ما يبالي أن يخاطرَ بكم فيُقحِمَكم بلادًا كثيرة اللُّهوب واللُّصوب، فإن ظفِرتم فغنمتم أكَلَ البلاد وحازَ المال، وكان ذلك زيادة في سلطانه، وإن ظَفر عدوّكم كنتم أنتم الأعداء البُغَضاء الذي لا يبالي عنتهم، ولا يبقي عليهم، اخلعوا عدوَّ الله الحجاج، وبايعوا عبدَ الرحمن، فإني أشهدكم أنّي أوّل خالعٍ، فنادَى الناس من كلّ جانب، فعلنا فعلنا، قد خلعْنا عدوّ الله، وقام عبدُ المؤمن بن شَبَث بن ربِعيّ التميميّ ثانيًا - وكان على شُرْطته حين أقبَل - فقال: عبادَ الله، إنكم إن أطعتم الحجّاج جعل هذه البلاد بلادَكم ما بقيتم، وجمّركم تجميرَ فرعونَ الجنود، فإنَّه بلغني أنَّه أول من جمّر البعُوث، ولن تعاينوا الأحبّة، فيما أرى أو يموتَ أكثركم، بايِعوا أميرَكم، وانصرِفوا إلى عدوّكم فانفوه عن بلادِكم، فوثَب الناس إلى عبد الرحمن فبايعوه، فقال: تبايعوني على خَلع الحجّاج عدوّ الله وعلى النصرة لي وجِهاده معي حتى ينفيَه الله من أرض العراق، فبايعه الناس، ولم يذكر خلع عبد الملك إذا ذاك بشيء (٢). (٦/ ٣٣٥ - ٣٣٦).

قال أبو مِخنَف: حدّثني عمر بن ذَرّ القاصّ، أن أباه كان معه هنالك، وأنّ ابن محمَّد كان ضرَبَه وحبَسه لانقطاعه إلى أخيه القاسم بن محمَّد، فلمّا كان من أمره الذي كان من الخلاف دعاه فحمَلَه وكساه وأعطاه، فأقبَل معه فيمن أقبَل، وكان قاصًّا خطيبًا (٣). (٦/ ٣٣٦).

قال أبو مخنَف: حدّثني سيف بن بشْر العِجليّ، عن المنخّل بن حابس


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٣) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>