للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فألقَى نفسه من فوق إجار فمات (١). (٦/ ٣٨٩ - ٣٩٠).

قال أبو مخنَف: وحدّثني سليمان بنُ أبي راشد، أنه سمع مليكةَ ابنةَ يَزيدَ تقول: واللهِ لماتَ عبدُ الرحمن وإنّ رأسَه لعلى فَخِذِي، كان السلّ قد أصابه، فلما مات وأرادوا دفَنه بعث إليه رُتْبيل فحزّ رأسَه، فبعث به إلى الحجاج، وأخذ ثمانية عشرَ رجلًا من آل الأشْعث فحبَسهم عندَه، وترك جميعَ من كان معه من أصحابه، وكتب إلى الحجّاج بأخذه الثمانية عشر رجلًا من أهل بيت عبد الرّحمن، فكتب إليه: أن اضرِب رقابَهم، وابعث إليّ برؤوسهم، وكره أن يُؤتَى بهم إليه أحياءً فيُطلبَ فيهم إلى عبد الملك، فيترك منهم أحدًا (٢). (٦/ ٣٩٠).

وقد قيل في أمر بنِ أبي سُبيع وابن الأشعث غير ما ذكرتُ عن أبي مِخنَف، وذلك ما ذكر عن أبي عُبيدة مَعمَر بن المثنَّى أنه كان يقول: زعم أن عُمارة بن تميم خرج من كَرْمان فأتَى سجستانَ وعليها رجلٌ من بني العنبر يُدعَى مودودًا، فحصَره ثمّ آمنه، ثم استولى على سِجِسْتَانَ، وأرسل إلى رُتْبيل، وكَتَب إليه الحجّاج: أما بعد، فإني قد بعثتُ إليك عُمارةَ بن تميم في ثلاثين ألفًا من أهل الشام لم يخالِفوا طاعة، ولم يخلَعوا خليفة، ولم يتّبعوا إمام ضلالة، يُجرى على كل رجل منهم في كلّ شهر مئة دِرْهم، يستطعِمون الحربَ استطعامًا، يَطلُبون ابن الأشعث، فأبى رتبيل أن يسلمه، وكان مع ابن الأشعث عُبيد بن أبي سُبيع التميميّ قد خصّ به، وكان رسولُه إلى رُتْبيل، فحصّ برتبيل أيضًا، وخفّ عليه، فقال القاسم بن محمد بن الأشعث لأخيه عبد الرِحمن: إني لا آمن غدرَ التميميّ، فاقتلْه، فهَمّ به، وبلغ ابن أبي سُبيع، فخافه فوشَى به إلى رُتْبيل، وخوّفه الحجّاج، ودعاه إلى الغَدْر بابن الأشعث فأجابه، فخرج سرًّا إلى عُمارة بن تميم، فاستعجل في ابن الأشعث، فجعل له ألفَ ألفٍ، فأقام عندَه، وكتَب بذلك عُمارة إلى الحجّاج، فكتب إليه أن أعطِ عبيدًا ورُتْبيلَ ما سألاك واشترطْ، فاشترط رُتبيلُ ألّا تغزى بلادُه عشر سنين، وأن يؤدّيَ بعد العشر سنينَ في كلّ سنة تسعمئة ألف، فأعطى رُتْبيل وعبيدًا ما سألا، وأرسلَ رتبيل إلى


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>