شُدُّوا عليَّ سُرَّتي لا تَنْقَلِف ... يومٌ لهَمْدانَ ويومٌ للصَّدِفْ
وخرج وحدَه، ونظر إليه نسوةٌ فقُلن: أبو مطرّف وحدَه؛ فجاء هُريم بن أبي طَحْمة في ثمانية، فيهم عميرة البَريد بن رَبيعة العُجَيفي. (٦/ ٥١٣ - ٥١٤).
قال حمزة بن إبراهيم وغيره: إن وَكِيعًا خرج فتلقّاه رجلٌ، فقال: ممن أنت؟ قال: من بني أسَد؛ قال: ما اسمُك؟ قال: ضِرْغامة؛ قال: ابنُ مَن؟ قال: ابن لَيْث، قال: دونَك هذه الراية. (٦/ ٥١٤).
قال المفضل بن محمد الضبي: ودفع وكيع رايته إلى عقبة بن شهاب المازنيّ؛ قال: ثم رجع إلى حديثهم، قالوا: فخرج وكيع وأمر غلمانَه، فقال: اذهَبوا بثقَلي إلى بني العمِّ، فقالوا: لا نَعرف موضعهم، قال: انظروا رُمْحين مجموعين أحدُهما فوقَ الآخر، فوقَهما مِخْلاة، فهمْ بنو العمّ، قال: وكان في العسكر منهم خمسمئة؛ قال: فنَادى وَكيع في الناس، فأقبَلوا أرْسالًا من كلّ وجه، فأقبلَ في الناس يقول:
قَرْمٌ إذا حُمّلَ مَكروهَةً ... شدَّ الشَّراسِيفَ لها والحزيم
واجتمع إلى قتيبة أهل بيته، وخواصّ من أصحابه وثقاته، فيهم إياس بن بَيْهس بن عمرو، ابن عمّ قتيبة دنْيا، وعبد الله بن وألان العدويّ، وناسٌ من رهْطِه، بني وائل، وأتاه حيّان بن إياس العدويّ في عشرة، فيهم عبدُ العزيز بن الحارث، قال: وأتاه مَيْسرة الجدليّ - وكان شجاعًا - فقال: إن شئتَ أتيتُك برأسِ وكيع، فقال: قفْ مكانَك، وأمر قتيبةُ رجلًا، فقال: نادِ في الناس، أين بنو عامر؟ فنادَى: أين بنو عامر؟ فقال: محفن بن جَزْء الكلابيّ - وقد كان جَفاهم: حَيْث وضَعْتَهُم؛ قال: نادِ أذكِّركم الله والرَّحِم! فنادى محفن: أنت قطعتَها، قال: نادِ لكمُ العُتْبى، فناداه محفن أو غيره: لا أقالنا اللهُ إذًا، فقال قتيبة:
يا نَفْسُ صبرًا على ما كان من ألمٍ ... إذ لم أجد لفُضول القوم أقْرانَا
ودعا بعمامة كانت أمّه بعثتْ بها إليه، فاعتمّ بها، كان يعتمّ بها في الشدائد،