عبد الله: هذا يَحسُد وكيعًا، وهذا الأمرُ باطل، هذا وكيع في بيتي يَشرَب ويَسكر ويسَلح في ثِيابه؛ وهذا يَزْعم أنهم يبايعونه، قال: وجاء وكيع إلى قتيبةَ فقال: احذَرْ ضِرارًا فإني لا آمَنُه عليك، فأنزل قتيبةُ ذلك منهما على التحاسد، وتمارَض وَكيع.
ثمّ إنّ قتيبةَ دسّ ضِرارَ بنَ سنان الضَّبيّ إلى وكيع فبايَعَه سرًّا، فتبيّن لقُتيبة أنّ الناس يبايعونه، فقال لِضرار: قد كنتَ صَدقْتني، قال: إني لم أخبْرك إلا بعلم، فأنزلتَ ذلك مني على الحسَد، وقد قضيتُ الذي كان عليّ، قال: صدقتَ، وأرسَل قتيبةُ إلى وكيع يَدْعوه فوجَده رسولُ قُتيبة قد طَلى على رِجْله مَغْرة، وعلى ساقه خَرَزًا وودَعًا، وعنده رجلان من زَهران يَرقِيان رجْلَه، فقال له: أحب الأميرَ، قال: قد تَرى ما بِرِجلي، فرجع الرسول إلى قتيبة فأعاده إليه، قال: يقول لك: ائتني محمولًا على سَرير، قال: لا أستطيع، قال قتيبة لشريك بن الصامت الباهلي أحد بني وائل - وكان على شرطته - ورجل من غنيّ انطلِقا إلى وَكيع فأتِياني به.
فإنْ أبى فاضرِبا عنقَه؛ ووجَّه معهما خيلًا، ويقال: كان على شُرَطه بخُراسان وَرْقاءُ بن نَصرْ الباهليّ. (٦/ ٥٠٩ - ٥١٣).
قال عليّ: قال أبو الذّيال: قال: تمامة بن ناجذ العَدَوّي: أرسل قتيبة إلى وكيع مَنْ يأتيه به، فقلت: أنا آتيك به أصلَحك الله! فقال: ائتني به، فأتيتُ وَكيعًا - وقد سَبَقَ إليه الخبر أنَّ الخيل تأتيه - فلمأ رآني قال: يا ثُمامة نادِ في الناس، فناديتُ، فكان أوّل من أتاه هُرَيْم بن أبي طَحْمَةَ في ثمانية. (٦/ ٥١٣).
قال: وقال الحسن بن رَشِيد الجُوزجَانيّ: أرسل قتيبة إلى وكيع، فقال هُرَيم: أنا آتِيك به، قال: فانطلق، قال: هُرَيم: فركبتُ بِرْذَوني مخافةَ أن يردّني، فأتيتُ وكيعًا وقد خرج. (٦/ ٥١٣).
قال: وقال كُليب بن خَلَف: أرسل قتيبة إلى وكيع شعبةَ بن ظهير أحد بني صَخْر بن نَهشَل، فأتاه، فقال: يا بنَ ظهير:
لبِّث قليلًا تلحَق الكتائب
ثمّ دعا بسكين فقطع خَرزًا كان على رجْليه، ثمّ لَبِس سلاحَه، وتمثل: