للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأخَذَها بعد ذلك يزيدُ بن المهلب، فهي أمّ خُلَيدة (١). (٦/ ٥١٥ - ٥١٧).

قال عليّ: قال حمزة بن إبراهيم وأبو اليَقظَان: لما قُتِل قتيبةُ صَعِد عُمارة بن جنية الرياحيّ المنبرَ فتكلم فأكثر، فقال له وكيع: دعْنا من قَذَرك وهَذَرك، ثمّ تكلّم وكيع فقال: مثلي ومَثَلُ قُتيبة كما قال الأوّل:

من يَنِكِ العَيْرَ يَنِكْ نيَّاكا

أراد قتيبةُ أن يقتلَني وأنا قتّال.

قد جَرَّبوني ثمّ جرّبوني ... من غلوتَيْن ومِن المِئينِ

حتَّى إذا شِبتُ وشيَّبوني ... خلَّوا عِنَاني وتنكَّبُوني

(٦/ ٥١٧).

أنا أبو مطرّف.

قال: وأخبَرنا أبو معاوية، عن طلحة بن إياس، قال: قال وكيع يوم قتِل قُتَيبة:

أنا ابن خِنْدِفَ تَنْميني قَبَائِلُهَا ... للصالحات وعَمّي قَيسُ عَيلَانا

ثم أخذ بلحْيته ثمّ قال:

شيخٌ إذا حُمّل مَكْرُوهَةً ... شَدَّ الشراسِيفَ لها والخَزِيمْ

والله لأقتلَنّ، ثم لأقتلنّ، ولأصلبنّ، ثم لأصلبنّ؛ إني والغٌ دمًا، إن مَرْزُبانكم هذا ابنُ الزانية قد أغلَى عليكم أسعارَكم، والله ليصيِّرن القفيزُ في السوق غدًا بأربعة أو لأصلّبنه، صَلّوا على نبيّكم، ثمّ نزل. (٦/ ٥١٧ - ٥١٨).

قال عليّ: وأخَبَرنا المفضَّل بن محمَّد وشيخٌ من بني تميم، ومسلْمة بن محارب، قالوا: طلب وكيع رأس قُتيبة وخاتمَه، فقيل له: إن الأزْد أخذتُه، فخرج وكيع وهو يقول: دُهْ دُرَّينِ، سَعدُ القيَنِ:

في أيِّ يومَيَّ مِنَ المَوتِ أَفِرّ ... أيومَ لم يُقْدَر أَمْ يومَ قُدِرْ

لا خيَرَ في أحزَمِ جُيّاد القَرَعْ ... في أيِّ يومٍ لم أرعْ ولم أُرَعْ

والله الذي لا إله غيرهُ لا أبرحَ حتى أوتَى بالرأس، أو يُذْهَب برأسي مع رأس


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>