للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتيبة، وجاء بخَشَب فقال: إنّ هذه الخيل لا بدّ لها من فُرْسان - يتهدَّدُ بالصَّلْب - فقال له حُضَين: يا أبا مطرّف، تؤتى به فاسكن، وأتى حضينٌ الأزدَ فقال: أحمْقَى أنتم! بايَعْناه وأعطَيْناه المقَادة، وعرض نفسَه، ثم تأخذون الرأسَ! أخرجوه لعنَه الله من رأس! فجاؤوا بالرأس فقالوا: يا أبا مطرّف، إن هذا هو احتزّه، فاشكمْه؛ قال: نعم، فأعطاه ثلاثة آلاف، وبعث بالرّأس مع سَلِيط بن عبد الكريم الحنَفيّ، ورجال من القبائل وعليهم سليط، ولم يَبعث من بني تميم أحدًا. (٦/ ٥١٨).

قال: قال أبو الذّيال: كان فيمن ذهب بالرأس أنيَف بن حسان أحد بني عديّ. (٦/ ٥١٨).

قال أبو مخنَف: وَفَى وكيع لحيّان النّبطي، بما كان أعطاه، قال: قال خُريم بن أبي يحيى: عن أشياخ من قيس، قالوا: قال سليمان للهُذيل بن زُفَر حين وُضع رأسُ قتيبة ورؤوسُ أهل بيته بين يديه: هل ساءك هذا يا هُذيل؟ قال: لو ساءَني ساء قومًا كثيرًا؛ فكلّمه خُرَيم بن عمرو والقَعْقاع بن خُليد، فقال: ائذَن في دَفْن رؤوسهم، قال: نعم، وما أردت هذا كله (١). (٦/ ٥١٨ - ٥١٩).

قال عليّ: قال أبو عبد الله السلميّ، عن يزيدَ بن سُوَيد، قال: قال رجلٌ من عَجَم أهلِ خُراسان: يا معشر العَرَب، قتلتم قتيبةَ، والله لو كان قتيبةُ منا فماتَ فينا جَعلْناه في تابوت فكُنّا نستفتح به إذا غَزَوْنا، وما صنع أحد قطّ بخُراسان ما صنع قتيبة، إلا أنه قد غَدَر، وذلك أنّ الحجاج كتب إليه أن اختلهم واقتلُهم في الله. (٦/ ٥١٩).

قال: وقال الحسن بنُ رشيد: قال الإصْبهبَذ لرَجُل: يا معشر العَرَب، قَتلتم قتيبةَ ويزيدَ وهما سيّدَا العَرَب! قال: فأيّهما كان أعظم عندكم وأهيَب؟ قال: لو كان قتيبة بالمغرب بأقصى جُحْر به في الأرض مكبَّلًا بالحديد، ويزيد معنا في بلادنا والٍ علينا لكان قتيبةُ أهيَب في صدورنا وأعظم من يزيد. (٦/ ٥١٩).

قال عليّ: قال المفضّل بن محمد الضّبيّ جاء رجل إلى قتيبة يومَ قُتِل وهو


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>