(٢) إسناده صحيح وأخرجه البخاري من طريق يحيى بن أبي كثير به (ح ٤٩٢٢) ومسلم مع اختلاف في اللفظ (ح ١٦١). وهذه الرواية تفيد أن قوله: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} أول ما نزل من القرآن، ويعارضه ظاهرًا الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم والطبري وغيرهم أن قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} هو أول لما نزل من القرآن وهو قول الجمهور كما قال ابن كثير، وقد جمع العلماء بين الروايتين -ومنهم الزركشي- جمعًا حسنًا فقالوا: أول ما نزل من القرآن هو قوله تعالى {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} وأول سورة نزلت هي سورة المدثر. وعند الإمام رواية تزيل هذا التعارض الظاهر (المسند ٣/ ٣٢٥) [عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: أخبرني جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ثم فتر الوحي عني فترة، فبينا أنا أمشي سمعت صوتًا من السماء فرفعت بصري قبل السماء فإذا الملك الذي جاءني قاعد على كرسي بين السماء والأرض فَجُئِثْتُ منه فرقًا حتى هويت إلى الأرض فجئت أهلي فقلت لهم زملوني، زملوني، فأنزل الله {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}. ثم حمي الوحي وتتابع]. والحديث أخرجه كذلك البخاري في صحيحه (ح ٤٩٢٦) ومسلم (ح / ١٦١).