للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: قلتُ: يا رسولَ الله، كيف علمتَ أنك نبيّ أوّل ما علمت، حتى علمت ذلك واستيقنت؟ قال: يا أبا ذَرّ، أتاني مَلَكان وأنا ببعض بطْحَاء مكة، فوقع أحدُهما في الأرض والآخر بين السّماء والأرض، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: هو هو، قال: فزنْه برجُل، فوُزِنْت برجل فرجحتُه، ثم قال: زِنْه بعشرة، فوزنني بعشرة فرجحتهم، ثم قال: زنه بمئة، فوزنني بمئة فرجحتهم. ثم قال: زنه بألف، فوزنني بألف فرجحتهم، فجعلوا ينتثرون على كفّة الميزان، قال: فقال أحدهما للآخر: لو وزنته بأمّته رَجَحها، ثم قال أحدهُما لصاحبه: شُقَّ بطنَه فشقّ بطنِي، ثم قال أحدهما: أخرج قلبَه -أو قال: شقَّ قلبَه- فشقّ قلبي، فأخرج منه مغْمَز الشيطان وعلَقَ الدّم، فطرحها، ثم قال أحدهما للآخر: اغسِلْ بطنه غَسْل الإناء، واغسلْ قلبه غسْل الإناء -أو اغسِلْ قلبه غسل المُلاءة- ثم دعا بالسَّكينة، كأنّها وجه هِرَّة بيضاء فأدخِلَتْ قلبي، ثم قال أحدهما لصاحبه: خِطْ بطنَه، فخاطا بطنِي، وجعلا الخاتم بين كتِفيّ، فما هو إلا أن ولَّيا عنّي فكأنّما أعاين الأمرَ معاينة (١). (٢: ٣٠٤/ ٣٠٥).


(١) لم نجد ترجمة لأحمد بن محمد بن حبيب الطوسي ولا لجعفر بن عبد الله بن عثمان القرشي- ولكن الحديث صحيح فقد أخرج أحمد في المسند (٤/ ١٨٤ - ١٨٥) نحو رواية الطبري هذه من حديث عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه وفيه [فأقبل طيران أبيضان كأنهما نسران فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم. فأقبلا يبتدراني، فأخذاني فبطحاني إلى القفا فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين، فقال أحدهما لصاحبه -قال يزيد في حديثه-: ائتني بماء ثلج، فغسلا به جوفي ثم قال: ائتني بماء برد فغسلا به قلبي ثم قال: ائتني بالسكينة فذرّاها في قلبي، ثم قال أحدهما لصاحبه: خطه، فخاطه وختم عليه بخاتم النبوة، فقال أحدهما لصاحبه: أجعله في كفة واجعل ألفًا من أمته في كفة فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخرّ عليَّ بعضهم فقال: لو أن أمته وزنت به لمال بهم، ثم انطلقا وتركاني .. إلى آخر الحديث.
وفيه زيادة لا توجد في رواية الطبري ا. هـ. وأخرج الدارمي نحوه في المقدمة باب كيف كان أول شأن النبي (ج ١/ ٨) والحاكم في المستدرك (٢/ ٦١٦) والطبراني في الكبير (١٣١/ ١٧) وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
وقال الهيثمي تعليقًا على رواية أحمد: إسناد أحمد حسن (مجمع الزوائد ٨/ ٢٢٢) اهـ.
وهو جزء من حديث (أنا دعوة إبراهيم) عند ابن إسحاق مختصرًا بسند مرسل (سيرة ابن هشام ج ١/ ٢٢٠).
وفي منحة المعبود في ترتيب مسند الطيالسي أبي داود (٢/ ٨٧ / ح ٢٣١٨): حدثنا أبو داود =

<<  <  ج: ص:  >  >>