للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأهوى ليطير فقالت: يا أمير المؤمنين، إن لنا فيك حاجةً، فمرضت وثقِلت (١)، فقال: كيف أنت يا حبابة؟ فلم تجبه، فبكى وقال:

لئن تَسلُ عنكِ النفسُ أو تَذهَل الهوى ... فباليأْس يَسلُو القلب لا بالتَّجلّدِ

وسمع جارية لها تتمثل:

كفى حَزَنًا بالهائمِ الصَّبّ أن يرَى ... منازل مَن يهَوَى مُعطَّلَةً قَفرَا

فكان يتمثّل بهذا.

قال عمر: قال عليّ: مكث يزيد بن عبد الملك بعد موت حَبابة سبعة أيام لا يخرج إلى الناس؛ أشار عليه بذلك مَسلمة، وخاف أن يظهر منه شيء يسفهه عند الناس (٢). [٧/ ٢٢ - ٢٤].

* * *


(١) ثقلت، أي: اشتد مرضها. القاموس المحيط ص ١٢٥٦.
(٢) هذا خبر باطل.
ورحم الله الطبري لم يسمع خبرًا عن خلفاء بني أمية والعباس إلَّا وسجّله هذا في تأريخه وهذا الخبر أورده الطبري عن المدائني ولم يولد المدائني إلَّا بعد ربع قرن من الزمان من بعد وفاة يزيد فكيف عرف ذلك والشطر الأخير من الخبر أورده عن يونس بن حبيب ولم يبيّن من يونس هذا والذي في كتب التراجم بهذا الاسم لم يرو عنه المدائني بل ليس من هذه الطبقة قطعًا.
والخبر أورده البلاذري وابن عساكر من طرق لا تخلو من متروك أو كذاب أو وضاع (ابن جعدبة، الهيثم بن عدي، الواقدي) فكيف يثبت هذا الخبر المنكر؟ أضف إلى أمور أخرى تكذب هذه الروايات ذكرناها بالتفصيل في قسم الصحيح فليراجع هناك.

<<  <  ج: ص:  >  >>