يزيد بن عبد الملك؟ قال: ظلمني والله، هو قبضها مني بعد قبضِي لها، وهي في يديك، قال هشام: أما والله لو كان فيك ضربٌ لضربتك، فقال إبراهيم: فيّ والله ضرب بالسيف والسوط. فانصرف هشام والأبرش خلفه فقال: أبا مجاشع، كيف سمعتَ هذا اللسان؟ قال: ما أجود هذا اللسان! قال: هذه قريش وألسنتها، ولا يزال في الناس بقايا ما رأيتَ مثل هذا. [٧/ ٣٥ - ٣٦].
وفيها استعمل خالد أخاه أسد بن عبد الله أميرًا على خراسان، فقدمها ومسلم بن سعيد غازٍ بفرغانة، فذكر عن أسد أنه لما أتى النهر ليقطع، منعه الأشهب بن عبيد التميميّ أحد بني غالب، وكان من السفن بآمُل، فقال له أسد: أقطِعني، فقال: لا سبيل إلى إقطاعك؛ لأني نُهِيت عن ذلك، قال: لاطفوه وأطمعوه، فأبى؛ قال: فإني الأمير، ففعل، فقال أسد: اعرفوا هذا حتى نَشْرَكه في أمانتنا، فقطع النهر، فأتى السُّغد، فنزل مرْجها، وعلى خراج سَمرقند هانئ بن هانئ، فخرج في الناس يتلقى أسدًا، فأتَوه بالمرْج، وهو جالس على حجَر، فتفاءل الناس، فقالوا: أسد على حَجر! ما عند هذا خير، فقال له هانئ: أقدمتَ أميرًا فنفعل بك ما نفعل بالأمراء؟ قال: نعم. قدمتُ أميرًا. ثم دعا بالغداء فتغدّى بالمرْج، وقال: مَن ينشط بالمسير وله أربعة عشر درهمًا - ويقال: قال ثلاثة عشر درهمًا - وهاهي ذي في كميّ؟ وإنه ليبكي ويقول: إنما أنا رجل مثلكم، وركب فدخل سَمَرْقند وبعث رجلين معهما عهد عبد الرحمن بن نعيم على الجند، فقدم الرَّجلان على عبد الرحمن بن نعيم، وهو في وادي أفشين على السّاقة - وكانت الساقة على أهل سمَرْقند الموالي وأهل الكوفة - فسألا عن عبد الرحمن فقالوا: هو في الساقة، فأتياه بعهد وكتاب بالقَفل والإذن لهم فيه، فقرأ الكتاب، ثتم أتى به مسلمًا وبعهده، فقال مسلم: سمعًا وطاعة، فقام عمرو بن هلال السدوسيّ - ويقال التيميّ - فقنّعه سوطين لما كان منه بالبَرُوقان إلى بكر بن وائل، وشتمه حسين بن عثمان بن بشر بن المحتفز، فغضب عبد الرحمن بن نعيم، فزجرهما ثم أغلظ لهما، وأمر بهما فدفعا، وقفل بالناس وشخص معه مسلم.
فذكر عليّ بن محمد عن أصحابه، أنهم قدموا على أسد، وهو بسمَرْقند، فشخص أسد إلى مَرْو، وعزل هانئًا، واستعمل على سمَرْقَنْد الحسن بن