ثم إنَّ أبا الجويرية أتى خالد بن عبد الله القسريّ وامتدحه، فقال له خالد: ألست القائل:
هلك الجود والجُنيد جميعًا
ما لك عندنا شيء، فخرج فقال:
تظَلّ لامِعَة الآفاقِ تَحْمِلُنَا ... إلى عُمارَةَ والقُودُ السَّرَاهِيدُ
قصيدة امتدح بها عُمارة بن حُريم، ابنَ عمّ الجنيد، وعُمارة هو جدّ أبي الهَيْذام صاحب العصبيّة بالشأم.
قال: وقدم عاصم بن عبد الله فحبس عمارة بن حُرَيم وعمال الجنيد وعذَّبهم (١)[٧/ ٩٣ - ٩٤].
ذكر الخبر عن ذلك:
ذكر عليّ عن أشياخه، قال: لما قدم عاصم خراسان واليًا، أقبل الحارث بن سُريج من النّخُذ حتى وصل إلى الفارَياب، وقدم أمامه بشر بن جُرْمُوز. قال: فوجّه عاصم الخطَّابَ بن محرز السُّلميّ ومنصورَ بن عمر بن أبي الخَرْفاء السُلميّ وهلال بن عُليم التيميّ والأشهبَ الحنظليّ وجرير بن هميان السدوسيّ، ومقاتل بن حيّان النبَطيّ مولى مصقلة إلى الحارث؛ وكان خطّاب ومقاتل بن حيّان قالا: لا تلقوْه إلَّا بأمان، فأبى عليهما القوم؛ فلما انتهوا إليه بالفارياب قيّدهم وحبَسهم، ووكَّل بهم رجلًا يحفظهم. قال: فأوثقوه وخرجوا من السّجن، فركبوا دوابّهم، وساقوا دوابّ البريد، فمرُّوا بالطالَقان فهمَّ سهْرَب صاحب الطالَقان بهم، ثم أمسك وتركهم. فلما قدموا مَرْو أمرهم عاصم فخطبوا وتناولوا الحارث، وذكروا خبث سيرته وغدره، ثم مضى الحارث إلى بَلْخ وعليها نصر، فقاتلوه؛ فهزم أهل بلْخ ومضى نصر إلى مرْو.
وذكر بعضهم: لما أقبل الحارث إلى بلخ وكان عليها التُّجيبيّ بن ضُبيَعة المرّيّ ونصر بن سيار، وولّاهما الجنيد، قال: فانتهى إلى قنطرة عطاء وهي على نهر بلْخ على فرسخين من المدينة، فتلقى نصربن سيار في عشرة آلاف
(١) انظر البداية والنهاية (٧/ ١٩٧) ولم نجد لهذا الخبر أصلًا صحيحًا والله أعلم.