التَرقشيّ، فطلب منه التُّدرجة، فقال: أنثى، فقال: الآخر ذكر؛ فتنازعا، فكسر كُورصول يَد خاقان، فحلف خاقان ليكسرنّ يد كُورصول؛ وبلغ كووصول، فتنحّى وجمع جمعًا من أصحابه، فبيّت خاقان فقتله؛ فأصبحت الترك فتفرقوا عنه وتركوه مجرّدًا، فأتاه زُريق بن طُفَيل الكُشانيّ وأهل بيت الحموكيّين - وهم من عظماء الترك - فحمله ودفنه، وصنع به ما يصنع بمثله إذا قتل. فتفرّقت الترك في الغارات بعضها على بعض، وانحاز بعضهم إلى الشّاش؛ فعند ذلك طمع أهل السُّغد في الرَّجعة إليها، قال: فلم يسلمْ من خَيْل الترك التي تفرّقت في الغارات إلَّا زرّ بن الكسيّ، فإنه سلم حتى صار إلى طَخَارستان، وكان أسد بعث من مدينة بلخ سيفَ بن وصّاف العجليّ على فرس، فسار حتى نزل الشُّبورقان. قال: وفيها إبراهيم بن هشام مسلحة، فحمله منها على البريد حتى قدم على خالد بن عبد الله، فأخبره، ففظع به هشام فلم يصدّقه، وقال للربيع حاجبه: ويحك! إن هذا الشيخ قد أتانا بالطامّة الكبرى إذا كان صادقًا؛ ولا أراه صادقًا، اذهب فعِدْه ثم سله عمّا يقوله وائتِني بما يقول. فانطلق إليه ففعل الذي أمره به، فأخبره بالذي أَخبر به هشامًا. قال: فدخل عليه أمر عظيم؛ فدعا به بعد، فقال: من القاسم بن بُخَيت منكم؟ قال: ذلك صاحب العسكر، قال: فإنه قد أقبل، قال: فإن كان قد أقبل فقد فتح الله على أمير المؤمنين - وكان أسد وجّهه حين فتح الله عليه - فأقبل القاسم بن بُخيت، فكبّر على الباب، ثم دخل يكبِّر وهشام يكبِّر لتكبيره، حتى انتهى إليه، فقال: الفتح يا أميرَ المؤمنين؛ وأخبره الخبر، فنزل هشام عن سريره فسجد سجدة الشكر؛ وهي واحدة عندهم. قال: فحسدت القيسيّة أسدًا وخالدًا، وأشاووا على هشام أن يكتب إلى خالد بن عبد الله، فيأمرَ أخاه أن يوجّه مقاتل بن حيّان، فكتب إليه، فدعا أسد مقاتل بن حيان على رؤوس الناس، فقال: سر إلى أمير المؤمنين فاخبِرُه بالذي عاينت وقل الحقّ؛ فإنك لا تقول غير الحقّ إن شاء الله، وخذ من بيت المال حاجتك. قالوا: إذًا لا يأخذ شيئًا، قال: أعطه من المال كذا وكذا، ومن الكسوة كذا وكذا، وجهَّزه.
فسار فقدم على هشام بن عبد الملك وهو والأبرش جالسان، فسأله فقال: غزونا الخُتّل، فأصبنا أمرًا عظيمًا، وأنذِر أسد بالترك فلم نحفل بهم حتى لحقوا