للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٠ - حدَّثنا علي بن نصر بن علي الجهضميّ، وعبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث -قال علي بن نصر: حدَّثنا عبدُ الصّمد بن عبد الوارث، وقال عبدُ الوارث: حدّثني أبي- قال: حدَّثنا أبان العطّار، قال: حدَّثنا هشام بن عُروة، عن عُروة، أنه كتب إلى عبد الملك بن مروان: أما بعد، فإنّه -يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمّا دعا قومه لمَا بعثه الله من الهُدى والنور الذي أنزل عليه، لم يبعُدوا منه أوّل ما دعاهم، وكادوا يسمعون له؛ حتى ذكر طواغيتَهم. وقدم ناس من الطائف من قُريش لهم أموال، أنكروا ذلك عليه، واشتدُّوا عليه، وكرهوا ما قال [لهم]، وأغرَوْا به مَنْ أطاعهم، فانصفق عنه عامّةُ الناس، فتركوه إلّا من حفظه الله منهم؛ وهم قليل؛ فمكث بذلك ما قدّر الله أن يمكث. ثم ائتمرت رؤوسهم بأن يفتِنوا مَنْ تبعه عن دين الله من أبنائهم وإخوانهم وقبائلهم، فكانت فتنة شديدة الزلزال على مَن اتَّبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل الإسلام؛ فافتتن مَن افتتن، وعَصَم الله منهم مَنْ شاء؛ فلمّا فعل ذلك بالمسلمين، أمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يخرجُوا إلى أرض الحبَشة - وكان بالحبشة مَلِكٌ صالح يقال له النجاشيّ، لا يُظلَم أحدٌ بأرضه، وكان يُثْنَى عليه مع ذلك صلاح، وكانت أرض الحبشة مَتْجرًا لقريش يتّجرون فيها، يجدون فيها رَفاغًا من الرزق، وأمنًا ومتجرًا حسنًا - فأمرهم بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذهب إليها عامّتهم لما قهِروا بمكّة، وخاف


= طلحة أخبرني عقيل بن أبي طالب قال: (جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا: إن ابن أخيك يؤذينا في نادينا ومجلسنا فانهه عن أذانا. فقال لي: يا عقيل ائت محمدًا. قال فانطلقت إليه فأخرجته - قال طلحة: بنت صغيرة - فجاء في الظهر من شدة الحر فجعل يطلب الفيء يمشي فيه من شدة حر الرمضاء فأتياهم. فقال أبو طالب: إن بني عمك زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم وفي مجلسهم فانته عن ذلك. فحلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببصره إلى السماء فقال: ترون هذه الشمس؟ قالوا: نعم. قال: ما أنا بأقدر على أن أدع ذلك منكم على أن تشعلوا منها شعلة. فقال أبو طالب: ما كذبنا ابن أخي قط فارجعوا) - وسكت عنه الحاكم وكذا الذهبي وصححه الألباني من المعاصرين (السلسلة الصحيحة ١/ ١٤٧) وكذلك رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلى.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٥): ورجال أبي يعلى رجال الصحيح وصححه ابن حجر بإسناد أبي يعلى من حديث عقيل بن أبي طالب (المطالب العالية المسانيد الثمانية ٤ / ح ٣٢٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>