للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليهم الفتن، ومكث هو فلم يبْرح، فمكث بذلك سنوات؛ يشتدّون على مَنْ أسلم منهم.

ثم إنه فشا الإسلام فيها، ودخل فيه رجال من أشرافهم (١). (٢: ٣٢٩/ ٣٢٨).

قال أبو جعفر: فاختُلف في عدد مَنْ خَرَج إلى أرض الحبَشة، وهاجر إليها هذه الهجرة، وهي الهجْرة الأولى.

فقال بعضهم: كانوا أحدَ عشرَ رجلًا وأرْبَعَ نسوة (٢). (٢: ٣٢٩).


(١) إسناده مرسل وهو صحيح بشواهده كما سيأتي وهذه هي الهجرة الأولى وهي ثابتة في السيرة وقد بوّب لها البخاري في صحيحه. وسيتحدث عنها الطبري بالتفصيل في الروايات اللاحقة (راجع الضعيفة ح ٤١ - ٤٢ - ٤٣).
(٢) قلنا: لم يرد حديث صحيح فيه أسماء الصحابة الذين ذكرهم الطبري في رواياته مجموعين ولكن وردت روايات صحيحة بذكر بعض من أسمائهم متفرقًا كما سنبين ذلك في الروايات الآتية ذكرها وقد بينا في قسم الضعيف من السيرة أن الروايات (٤١، ٤٢، ٤٣) ضعيفة ولكن معناها في الهجرة إلى الحبشة صحيحة مع بعض تفاصيلها.
١ - قال الذهبي في تأريخ الإسلام (السيرة النبوية ١٨٣) قال يعقوب العنسوي في تأريخه (حدثني العباس بن عبد العظيم حدثني بشار بن موسى الخفاف ثنا الحسن بن زياد البرجميّ - إمام مسجد محمد بن واسع ثنا قتادة قال: أول من هاجر إلى الله تعالى بأهله عثمان بن عفان. سمعت النضر بن أنس يقول: سمعت أبا حمزة يعني أنس بن مالك يقول: خرج عثمان برقيّة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الحبشة فأبطأ خبرهم فقدمت امرأة من قريش فقالت: يا محمد قد رأيت خَتَنَك ومعه امرأته. فقال: (على أي حال رأيتهما)؟ قالت: رأيته حمل امرأته على حمار من هذه الدبابة وهو يسوقها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: صحبهما الله، إن عثمان أول من هاجر بأهله بعد لوط) قلنا: وهذه الرواية في المطبوع من التأريخ والمعرفة (٣/ ٢٥٥). ولقد أشار ابن حجر في الفتح (٧/ ١٨٨) باب الهجرة إلى الحبشة. فقال: وأخرج يعقوب بن سفيان بسند موصول إلى أنس قال: (أبطأ على رسول الله).
٢ - ثم قال الذهبي بعد هذه الرواية: ورواه يحيى بن أبي طالب عن بشار، عن عبد الله بن إدريس ثنا ابن إسحاق حدثني الزهري عن أبي بكرة بن عبد الرحمن وعروة وعبد الله بن أبي بكر وصلت الحديث عن أبي بكر عن أم سلمة.
قالت: لما أُمرنا بالخروج إلى الحبشة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رأى ما يصيبنا من البلاء: (الحقوا بأرض الحبشة فإنّ بها ملكًا لا يُظْلَمُ عنده أحد فأقيموا ببلاده حتى يجعل الله لكم مخرجًا مما أنتم فيه. فقدمنا عليه فاطمأننا في بلاده). =

<<  <  ج: ص:  >  >>