للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد بلَغني مكان هذا الغلام عندك، وأعطي الله عهدًا لئن لم تأتني به لأكتبنّ فيك إلي أمير المؤمنين، فقال له عبد الملك: أتاك الباطل والزور؛ أنا أواري مَنْ ينازعني سلطاني ويدّعي فيه أكثر من حقي! ما كنت أخشاك علي قبول مثل هذا عليّ ولا الاستماع من صاحبه، فقال: صدق والله ابن بِشْر؛ ما كان ليواري مثل هذا، ولا يستر عليه؛ فكفّ عن طلبه؛ فلما سكن الطلبُ خرج يحيي في نفر من الزيدّية إلي خُراسان (١).

وخطب يوسف بعد قتل زيد بالكوفة فقال:

يا أهل الكوفة، إن يحيَي بن زيد يتنقّل في حِجال نسائكم كما كان يفعل أبوه؛ والله لو أبدي لي صفحته لعرقتُ خصيَيه كما عرقت خصيَي أبيه.

وذكر عن رجل من الأنصار قال: لما جيء برأس زيد فصُلب بالمدينة في سنة ثلاث وعشرين مئة، أقبل شاعر من شعراء الأنصار فقام بحياله، فقال:

ألا يا ناقِضَ الميثا ... قِ أَبشرْ بالذي ساكا

نقَضتَ العهْدَ والميثا ... قَ قِدْمًا كان قدْماكا

لقد أخلَفَ إِبليس الّـ ... ـذي قد كان مَنّاكا

قال: فقيل له: ويلك! أتقول هذا لمثل زيد! فقال: إن الأمير غضبان فأردتُ أن أرضيَه، فردَّ عليه بعض شعرائهم:

ألا يا شاعرَ السوْءِ ... لقد أَصْبَحْت أفَّاكا

أَشَتْمُ ابنِ رسول اللـ ... ـه يُرْضِي مَنْ تَوَلاكا

ألَا صَبّحَكَ اللهُ ... بخِزيٍ ثم مَسّاكا

ويوم الحشر لا شكَّ ... بأَن النَّارَ مثواكا

وقيل: كان خِراش بن حَوْشب بن يزيد الشيباني علي شُرَط يوسف بن عمر؛ فهو الذي نَبَشَ زيدًا، وصلَبه، فقال السيّد:

بتّ ليلي مُسهدَا ... ساهِرَ الطَّرفِ مُقصَدا

ولقد قلتُ قولةً ... وأطَلتُ التَّبلّدا


(١) ذكر الطبري قول معمر بن المثنى للمقارنة مع رواية أبي مخنف ولم نجد لهذه التفاصيل ما يقويها من مصادر أخرى والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>