للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ حتى إذا كان الغد، اجتمعوا في الحِجْر، وأنا معهم، فقال بعضُهم لبعض: ذكرتم ما بَلغ منكم، وما بلغَكم عنه؛ حتى إذا باداكم بما تكرهون تركتموه! فبينا هم كذلك إذْ طلع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوثبوا إليه وثبة رجل واحد؛ وأحاطوا به يقولون له: أنت الذي تقول كذا وكذا! لما يبلغهم من عيب آلهتهم ودينهم، فيقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم أنا الذي أقول ذلك؛ قال: فلقد رأيتُ رجلًا منهم آخذًا بجُمْع ردائه. قال: وقام أبو بكر الصّديق دونه. يقول وهو يبكي: ويلكم! أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله! ثم انصرفوا عنه. فإنّ ذلك أشدّ ما رأيتُ قريشًا بلغت منه قطّ (١). (٢: ٣٣٣/ ٣٣٢).


(١) إسناده ضعيف والحديث صحيح وقد رواه أئمة الحديث مطولًا كما عند الطبري ومختصرًا كذلك.
أما مطولًا فقد رواه ابن إسحاق بسنده موصولًا إلى عبد الله بن عمرو بن العاص (سيرة ابن هشام ١/ ٣٥٨ - ٣٥٩) وأخرجه أحمد كذلك من طريق ابن إسحاق مطولًا (٢٠/ ٣١٩ - ٣٢٠) وقال الهيثمي تعليقًا على هذه الرواية المطولة: رواه أحمد وقد صرّح ابن إسحاق بالسماع وبقية رجاله رجال الصحيح (المجمع ٦/ ١٦).
أما مختصرًا فقد أخرجه البخاري في مواضع عدة منها:
كتاب مناقب الأنصار (٢٩) باب ما لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من المشركين بمكة (ح ٣٨٥٦): عن عروة بن الزبير قال: سألت ابن عمرو بن العاص: أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؟ . قال: بينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في حجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقًا شديدًا فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه ودفعه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} الآية.
تابعه ابن إسحاق حدثني يحيى بن عروة عن عروة قلت لعبد الله بن عمرو. وقال عبدة عن هشام عن أبيه: قيل لعمرو بن العاص. وقال محمد بن عمرو عن أبي سلمة حدثني عمرو بن العاص.
وعقب ابن حجر في الفتح على هذا الكلام. قوله (وقال عبدة عن هشام: أي ابن عروة عن أبيه: قيل لعمرو بن العاص) هكذا (والكلام لابن حجر) خالف هشام بن عروة أخاه يحيى بن عروة في الصحابي. فقال يحيى (عبد الله بن عمرو بن العاص). وقال هشام (عمرو بن العاص) ويرجَّحُ رواية يحيى موافقة محمد بن إبراهيم التيمي عن عروة على أن قول هشام غير مدفوع لأن له أصلًا من حديث عمرو بن العاص بدليل رواية أبي سلمة عن عمرو الآتية عقب هذا. فيحتمل أن يكون عروة سأله مرة وسأل أباه أخرى ويؤيد اختلاف السياقين. وقد ذكرت =

<<  <  ج: ص:  >  >>