عليه، فعبّي الناس سوْرة بن محمد بن عزيز الكنديّ، فاقتتلوا فقُتلوا من عند آخرهم، ومرّ سوْرة بيحيى بن زيد فأخذ رأسه، وأخذ العَنِزيّ سلَبه وقميصَه، وغلبه سوْرة على رأسه.
فلما قتل يحيى بن زيد وبلغ خبرُه الوليد بن زيد، كتب - فيما ذكر هشام عن موسى بن حبيب؛ أنه حدثه - إلى يوسف بن عمر: إذا أتاك كتابي هذا، فانظر عجل العراق فأحرقه ثم انسفه في اليمّ نسفًا، قال: فأمر يوسف خراش بن حوشب، فأنزله من جِذْعه وأحرقه بالنار، ثم رضّه فجعله في قَوْصرة، ثم جعله في سفينة، ثم ذرّاه في الفرات. [٧/ ٢٢٨ - ٢٣٠].
قال: وقال عمرو بن سعيد الثقفيّ: أوفدني يوسف بن عمر إلى الوليد فلما قدمتُ قال لي: كيف رأيتَ الفاسقَ؟ يعني بالفاسق الوليد - ثم قال: إياك أن يسمع هذا منك أحدٌ، فقلت: حبيبة بنت عبد الرحمن بن جُبير طالق إن سمعتْه أذني ما دمتَ حيًّا؛ فضحك. قال: فثقل الوليدُ على الناس، ورماه بنو هشام وبنو الوليد بالكُفر وغشيان أمّهات أولاد أبيه، وقالوا: قد اتخذ مئة جامعة؛ وكتب على كلّ جامعة اسمَ رجل من بني أمية ليقتله بها، ورموْه بالزّندقة، وكان أشدّهم فيه قولًا يزيد بن الوليد بن عبد الملك، وكان الناسُ إلى قوله أميل؛ لأنه كان يُظِهر النسك ويتواضع، ويقول: ما يسعنا الرضَا بالوليد؛ حتى حمل الناس على الفتْك به. [٧/ ٢٣٢].
* * *
وقال عليّ عن الحكم بن النعمان، قال: أجمع الوليد على عزل يُوسف واستعمال عبد الملك بن محمد بن الحجّاج، فكتب إلى يوسف: إنك كتبتَ إلى أمير المؤمنين تذكر تخريبَ ابن النصرانيَّة البلاد، وقد كنتَ على ما ذكرت من ذلك تحمل إلى هشام ما تحمل، وقد ينبغي أن تكون قد عَمَرت البلاد حتى رددتَها إلى ما كانت عليه؛ فاشخص إلى أمير المؤمنين، فصدّق ظنَّه بك فيما تحمل إليه لعمارتك البلاد، وليعرِف أمير المؤمنين فضلَك على غيرك؛ لما جعل الله بينك وبين أمير المؤمنين من القَرابة؛ فإنك خالُه، وأحقّ الناس بالتوفير عليه، ولما قد علمتَ ممّا أمر به أمير المؤمنين لأهل الشأم، وغيرهم من الزّيادة في أعطياتهم، وما وصل به أهلَ بيته لطول جَفْوة هشام إياهم، حتى أضرّ ذلك