للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للناس: انظروا مَن كان معه في هذه الحال؛ فلا يعيبونه بشيء أشدّ من هذا؛ فهربا. [٧/ ٢٤٧ - ٢٥٢].

وكان يكنى أبا العباس، وأمه أمّ الحجاج بنت محمد بن يوسف الثقفيّ؛ وكان شديد البَطْش، طويل أصابع الرجلين؛ كان يوتَد له سكة حديد فيها خيط ويشُدّ الخيط في رجله، ثم يثب على الدابة، فينتزع السكة ويركب، ما يمسّ الدابة بيده.

وكان شاعرًا شَروبًا للخمر؛ حدّثني أحمد، قال: حدّثنا عليّ، عن ابن أبي الزّناد، قال: قال أبي: كنتُ عند هشام، وعنده الزُّهريّ، فذكر الوليدَ، فتنقّصاه وعاباه عَيْبًا شديدًا، ولم أعرض في شيء مما كانا فيه؛ فاستأذن الوليد، فأذن له، وأنا أعرف الغضب في وجهه، فجلس قليلًا، ثم قام، فلما مات هشام كتب فيّ فحمِلت إليه فرحّب بي، وقال: كيف حالك يابن ذكوان؟ وألطف المسألة بي، ثم قال: أتذكُر يوم الأحول وعنده الفاسق الزهريّ، وهما يعيبانني؟ قلت: أذكر ذلك؛ فلم أعرض في شيء مما كانا فيه، قال: صدقت؛ أرأيت الغلام الذي كان قائمًا على رأس هشام؟ قلت: نعم، قال: فإنه نمَّ إليّ بما قالا؛ وايمُ الله لو بقيَ الفاسق - يعني الزُّهريّ - لقتلته، قلتُ: قد عرفتُ الغضب في وجهك حين دخلت، ثم قال: يا بن ذكوان، ذهب الأحول بعمري، فقلت: بل يطيل الله لك عمرك يا أمير المؤمنين؛ ويمتّع الأمة ببقائك؛ فدعا بالعَشاءِ فتعشينا، وجاءت المغرب فصلينا، وتحدّثنا حتى جاءت العشاء الآخرة فصلينا وجلس، وقال: اسقني؛ فجاؤوا بإناء مغطَّى، وجاء ثلاث جوار فصُففن بين يديه، بيني وبينه، ثم شرب؛ وذهبنا فتحدّثنا واستسقي فصنعن مثل ما صنعن أولًا؛ قال: فما زال على ذلك يتحدّث ويستسقي ويصنعن مثل ذلك حتى طلع الفجر، فأحصيتُ له سبعين قدحًا (١). [٧/ ٢٥٣ - ٢٥٤].

* * *

وفي هذه السنة قتِل خالد بن عبد الله القسريّ.


(١) في إسناده عبد الرحمن بن أبي الزناد قال ابن معين ليس بشيء وقال النسائي لا يحتج بحديثه وقال ابن عدي هو ممن يكتب حديثه، ولم نجد له متابعًا والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>