وحدثني أحمد، عن عليّ، عن عمرو بن مروان الكلبيّ، قال: حدثني يزيد بن مَصَاد، عن عبد الرحمن بن مصاد، قال: بعثني يزيد بن الوليد إلى أبي محمد السفيانيّ - وكان الوليد وجّهه حين بلغه خبر يزيد واليًا على دمشق وأتي ذنَبَة، وبلغ يزيد خبره، فوجّهني إليه - فأتيته، فسالم وبايع ليزيد، قال: فلم نرِمْ حتى رُفع لنا شخص مُقبلٌ من ناحية البَرّية، فبعثت إليه، فأتيت به فإذا هو الغُزَيِّل أبو كامل المغنِّي، على بغلة للوليد تدعي مريم، فأخبرنا أنّ الوليد قد قتل، فانصرفت إلى يزيد، فوجدت الخبر قد أتاه قبل أن آتيَه.
حدّثني أحمد، عن عليّ، عن عمرو بن مروان الكلبيّ، قال: حدّثني دُكَين بن شمَّاخ الكلبيّ ثم العامريّ، قال: رأيت بشر بن هلباء العامريّ يوم قُتِل الوليد ضرب باب البَخْراء بالسيف، وهو يقول:
سَنبكي خالدًا بمُهَنَّداتٍ ... ولا تَذْهَبْ صنائعُهُ ضَلالا
وحدّثني أحمد، عن عليّ، عن أبي عاصم الزّياديّ، قال: ادّعي قتلَ الوليد عشرة، وقال: إني رأيتُ جلدةَ رأس الوليد في يدِ وَجْه الفَلْس فقال: أنا قتلته؛ وأخذت هذه الجلدة، وجاء رجل فاحتزَّ رأسه، وبقيت هذه الجلدة في يدِي، واسم وجه الفَلْس عبد الرحمن، قال: وقال الحكم بن النعمان مولي الوليد بن عبد الملك: قدم برأس الوليد على يزيد منصور بن جمهور في عشرة؛ فيهم رَوْح بن مُقْبِل، فقال رَوْح: يا أميرَ المؤمنين؛ أبشر بقتل الفاسق وأسرِ العباس؛ وكان فيمن قدم بالرأس عبد الرحمن وَجْه الفلْس، وبشر مولي كنانة من كلْب؛ فأعطى يزيد كلَّ رجل منهم عشرة آلاف. قال؛ وقال الوليد يوم قُتِل وهو يقاتلهم: مَنْ جاء برأس فله خمسمئة: ؛ فجاء قوم بأرؤس، فقال الوليد: اكتبوا أسماءهم، فقال رجل من مواليه ممن جاء برأس: يا أمير المؤمنين؛ ليس هذا بيوم يُعْمَل فيه بنسيئة!
قال: وكان مع الوليد مالك بن أبي السمح المغنّي وعمرو الوادي؛ فلما تفرّق عن الوليد أصحابُه، وحُصِر، قال مالك لعمرو: اذهب بنا، فقال عمرو: ليس هذا من الوفاء؛ ونحن لا يُعْرَضُ لنا لأنا لسنا ممن يقاتل، فقال ما لك: ويلك! والله لئنْ ظفروا بنا لا يقتَل أحد قبلي وقبلك؛ فيوضع رأسه بين رأسيْنا؛ ويقال