عربيًّا كما يزعم؛ فليطلب جَدّه مني، ثم مضي معهم فحبس في حَبْس دمشق، وسار إسماعيل من يومه حتى قدم الرُّصافة على هشام، فدخل على أبي الزبير حاجبه فأخبره بحبس خالد، فدخل أبو الزُّبير على هشام فأعلمه، فكتب إلى كُلثوم يعنِّفه، ويقول: خليت عمَّن أمرتك بحبسه، وحبست من لم آمرك بحبسه. ويأمره بتخلية سبيل خالد، فخلّاه.
وكان هشام إذا أراد أمرًا أمَر الأبرش فكتب به إلى خالد، فكتب الأبرش: إنه بلغ أمير المؤمنين أنّ عبد الرحمن بن ثويب الضِّنيّ - ضنة سعد إخوة عُذْرة بن سعد - قام إليك، فقال: يا خالد إني لأحبك لعشر خصال: إنّ الله كريم وأنت كريم، والله جواد وأنت جواد، والله رحيم وأنت رحيم، والله حليم وأنت حليم ... حتى عدّ عشرًا؛ وأمير المؤمنين يقسم بالله لئن تحقق عنده ذلك ليستحلنّ دمك؛ فاكتب إليّ بالأمر على وجهه لأخبر به أمير المؤمنين.
فكتب إليه خالد: إن ذلك المجلس كان أكثر أهلًا من أن يجوز لأحد من أهل البغي والفجور أن يحرِّف ما كان فيه إلى غيره؛ قام إليّ عبد الرحمن بن ثُويب، فقال: يا خالد أني لأحبّك لعشر خصال: إن الله كريم يحبّ كلّ كريم، والله يحبك وأنا أحبك لحبّ الله إياك؛ حتى عدّد عشر خصال؛ ولكن أعظم من ذلك قيام ابن شقي الحِمْيريّ إلى أمير المؤمنين، وقوله: يا أمير المؤمنين، خليفتك في أهلك أكرمُ عليك أم رسولك؟ فقال أمير المؤمنين: بل خليفتي في أهلي، فقال ابنُ شقي: فأنت خليفة الله ومحمد رسوله؛ ولعمري لضلالة رجل من بَجيلة إن ضلّ أهون على العامة والخاصّة من ضلالة أمير المؤمنين، فأقرأ الأبرش هشامًا كتابه، فقال خَرِفَ أبو الهيثم.
فأقام خالد بدمشق خلافةَ هشام حتى هلَك، فلما هلك هشام، وقام الوليد، قدم عليه أشراف الأجناد؛ فيهم خالد؛ فلم يأذن لأحد منهم. واشتكى خالد، فاستأذن فأذِن له، فرجع إلى دمشق، فأقام أشهرًا، ثم كتب إليه الوليد: إنّ أمير المؤمنين قد علِم حال الخمسين الألف ألف؛ التي تعلم، فاقدم على أمير المؤمنين مع رسوله؛ فقد أمره ألّا يُعجلك عن جِهاز.
فبعث خالد إلى عدّة من ثقاته، منهم عُمارة بن أبي كلثم الأزديّ، فأقرأهم الكتاب، وقال: أشيروا عليّ؛ فقالوا: إن الوليد ليس بمأمون عليك؛ فالرأي أن