للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسماؤه وتعالى ذكره عيّر أقوامًا في القرآن فقال: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (٤٢) اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} [فاطر: ٤٢ - ٤٣].

فتعاظم نصرٌ الكتاب وأنه بدأ بنفسه، وكسر له إحدى عينيه [وأطال الفكرة] وقال: هذا كتاب له جواب، فلما استقرّ بأبي مسلم معسكره بالماخُوَان أمر محرز بن إبراهيم أن يخندق خندقًا بجِيرَنْج، ويجتمع إليه أصحابه ومَنْ نزع إليه من الشيعة، فيقطع مادّة نصر بن سيار من مروالروذ وبلخ وكُور طخارستان.

ففعل ذلك محرز بن إبراهيم، واجتمع له في خندق نحو من ألف رجل، فأمر أبو مسلم أبا صالح كامل بن مظفر أن يوجه رجلًا إلى خندق محرز بن إبراهيم لعرض مَنْ فيه وإحصائهم في دفتر بأسمائهم وأسماء آبائهم وقراهم، فوجّه أبو صالح حُميدًا الأزرق لذلك، وكان كاتبًا، فأحصى في خندق محرز ثمانمئة رجل وأربعة رجال من أهل الكفّ؛ وكان فيهم من القوّاد المعروفين زيادة بن سيّار الأزديّ من قرية تدعى أسبِوادق من ربع خرقان، وخِذام بن عمار الكنديّ من ربع السقادِم ومن قرية تدعى بالأوايق، وحنيفة بن قيس من ربع السقادم، ومن قرية تدعى الشنج، وعبدويه الجردامذ بن عبد الكريم من أهل هَراة، وكان يجلب الغنم إلى مَرْو، وحمزة بن زُنيم الباهليّ من ربع خرقان من قرية تدعى ميلاذ جرد، وأبوه هاشم خَليقة بن مهران من ربع السقادم من قرية تدعى جُوبان وأبو خَديجة جيلان بن السغديّ وأبو نُعيم موسى بن صبيح، فلم يزل محرز بن إبراهيم مقيمًا في خندقه حتى دخل أبو مسلم حائط مَرْو، وعطل الخندق بماخُوَان وإلى أن عسكر بمارسَرْجَس يريد نيسابور؛ فضمّ إليه محرز بن إبراهيم أصحابه؛ وكان من الأحداث، وأبو مسلم بسَفيذنْج، وكان نصر بن سيار وجّه مولى له يقال له يزيد في خيل عظيمة لمحاربة أبي مسلم بعد ثمانية عشر شهرًا من ظهوره، فوجّه إليه أبو مسلم مالك بن الهيثم الخُزاعيّ ومَعه مصعب بن قيس، فالتقوْا بقرية تدعى آلين، فدعاهم مالك إلى الرّضا من آل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستكبروا عن ذلك، فصافّهم مالك وهو في نحو من مئتين من أوّل النهار إلى وقت العصر.

وقدم على أبي مسلم صالح بن سليمان الضّبيّ وإبراهيم بن يزيد وزياد بن

<<  <  ج: ص:  >  >>