الأحجم بن عبد الله وغَيْلان بن فَضْالة وغالب بن سعيد والمهاجر بن عثمان، فحمِلوا إلى العامل عاصم بن قيس بن الحروريّ، فحبسهم، وارتحل أبو مسلم وأصحابه حتى انتهوْا إلى أندومان، فأتاه أبو مالك والشيعة من أهل نسَا؛ فأخبره أبو مالك أنّ الكتاب الذي كان مع رسول الإمام عنده، فأمره أن يأتيَه به، أتاه بالكتاب وبلواءٍ وراية؛ فإذا في الكتاب إليه يأمره بالانصراف حيثما يلقاه كتابه؛ وأن يظهر الدعوة، فعقد اللواء الذي أتاه من الإمام على رمح، وعقد الراية، واجتمع إليه شيعة أهل نسا والدعاة والرؤوس ومعه أهل أبيوَرْد الذي قدموا معه.
وبلغ ذلك عاصمَ بن قيس الحروريّ، فبعث إلى أبي مسلم يسأله عن حاله، فأخبره أنه من الحاجّ الذين يريدون بيت الله، ومعه عدّة من أصحابه من التجار، وسأله أن يخلِّيَ سبيل من احتبس من أصحابه حتى يخرج من بلاده، فسألوا أبا مسلم أن يكتب لهم شرْطًا على نفسه؛ أن يصرف من معه من العبيد وما معه من الدوابّ والسلاح، على أن يخلّوا سبيل أصحابه الذين قدموا من بلاد الإمام وغيرهم، فأجابهم أبو مسلم إلى ذلك، وخلى سبيل أصحابه؛ فأمر أبو مسلم الشيعة من أصحابه أن ينصرفوا، وقرأ عليهم كتاب الإمام، وأمرهم بإظهار الدعوة؛ فانصرف منهم طائفة وسار معه أبو مالك أسِيد بن عبد الله الخُزاعيّ وزُرَيق بن شَوْذب وَمَنْ قدم عليه من أبيَورْد، وأمر مَن انصرف بالاستعداد، ثم سار فيمن بقي من أصحابه ومعه قَحْطَبة بن شبيب؛ حتى نزلوا تُخوَم جُرجان؛ وبعث إلى خالد بن بَرْمك وأبي عون يأمرهما بالقدوم عليه بما قِبَلهما من مال الشّيعة، فقدما عليه؛ فأقام أيامًا حتى اجتمعت القوافل. وجَهّز قحطبة بن شبيب، ودفع إليه المال الذي كان معه، والأحمال بما فيها؛ ثم وجّهه إلى إبراهيم بن محمد، وسار أبو مسلم بمَن معه حتى انتهى إلى نَسَا، ثم ارتحل منها إلى أبيوَرْد حتى قدمَها؛ ثم سار حتى أتى مَرْو متنكرًا، فنزل قرية تدعى فَنين من قرى خُزاعة لسبعِ ليال بقين من شهر رمضان؛ وقد كان واعد أصحابه أن يوافُوه بمَرْو يوم الفِطْر.
ووجّه أبا داود وعمرو بن أعين إلى طَخَارستان، والنضر بن صبيح إلى آمل وبخُارى ومعه شريك بن عيسى، وموسى بن كعب إلى أبيوَرْد ونَسا، وخازم بن خزيمة إلى مَرْورُوذ، وقدموا عليه، فصلّى بهم القاسم بن مجاشع التميميّ يوم -