وأبا عون عبد الملك بن يزيد وخالد بن برمك، وعلى ميسرته أسيد بن عبد الله الخُزاعي والحسن بن قحطبة والمسيّب بن زهير وعبد الجبار بن عبد الرحمن، وصار هو في القلب، ثم زحف إليهم، فدعاهم إلى كتاب الله عزّ وجلّ وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وإلى الرضا من آل محمد - صلى الله عليه وسلم - فلم يجيبوه، فأمر الميمنة والميسرة أنَ يحملوا، فاقتتلوا قتالًا شديدًا أشدّ ما يكون من القتال، فقتل تميم بن نصر في المعركة، وقتل معه منهم مقتلة عظيمة، واستبيح عسكرهم، وأفلت النابي في عدّة، فتحصنّوا في المدينة، وأحاطت بهم الجنود، فنقبوا الحائط ودخلوا إلى المدينة، فقتلوا النابي ومنْ كان معه، وهرب عاصم بن عمير السمرقنديّ وسالم بن راوية السعيديّ إلى نصر بن سيّار بنيسابور، فأخبراه بمقتل تميم والنابي ومَن كان معهما؛ فلما غلب قحطبة على عسكرهم بما فيه صيّر إلى خالد بن بَرْمك قبض ذلك، ووجّه مقاتل بن حكيم العكيّ على مقدمته إلى نيسابور؛ فبلغ ذلك نصر بن سيار؛ فارتحل هاربًا في أثر أهل إبْرَشهر حتى نزل قُومِس وتفرّق عنه أصحابه، فسار إلى نُباتة بن حنظلة بجرجان، وقدم قحطبة نيسابور بجنوده. [٧/ ٣٨٩ - ٣٩٠].
وأقبل قحطبة إلى جرجان في ذي القعدة من سنة ثلاثين ومئة، ومعه أسيد بن عبد الله الخزاعيّ وخالد بن بَرْمك وأبو عون عبد الملك بن يزيد وموسى بن كعب المرائىّ والمسيب بن زهير وعبد الجبار بن عبد الرحمن الأزديّ، وعلى ميمنته موسى بن كعب، وعلى ميسرته أسيد بن عبد الله، وعلى مقدّمته الحسن بن قحطبة، فقال قحطبة: يا أهلَ خُراسان، أتدرون إلى من تسيرون، ومن تقاتلون؟ إنما تقاتلون بقيَّة قوم أحْرقوا بيت الله عزّ وجلّ، وأقبل الحسن حتى نزل تُخوم خُراسان، ووجَّه الحسن عثمان بن رُفيع ونافعًا المروزيّ وأبا خالد المروروزيّ ومسعدة الطائيّ إلى مسلحة نُبَاتة، وعليها رجل يقال له ذُؤيب، فبيّتوه، فقتلوا ذؤيبًا وسبعين رجلًا من أصحابه، ثم رجعوا إلى عسكر الحسن، وقدم قحطبة فنزلوا بإزاء نباتة وأهل الشأم في عدّة لم يرَ الناس مثلها. فلما رآهم أهل خُراسان هابوهم حتى تكلَّموا بذلك وأظهروه. وبلغ قحطبة. فقام فيهم خطيبًا فقال:
يا أهل خراسان؛ هذه البلاد كانت لآبائكم الأولين، وكانوا يُنصرون على