للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجلًا إلى خُراسان، وأمره أن يدعوَ إلى الرضا، ولا يسمّي أحدًا (١).

وقد ذكرنا قَبْلُ خبر محمد بن عليّ، وخبر الدّعاة الذي وجههم إلى خُراسان، ثم مات محمد بن عليّ وجعل وصيّه من بعده ابنه إبراهيم؛ فبعث إبراهيم بن محمد إلى خُراسان أبا سَلمة حفص بن سليمان مولى السَّبيع، وكتب معه إلى النقباء بخراسان، فقبِلوا كتبه وقام فيهم، ثم رجع إليه فردّه ومعه أبو مسلم، وقد ذكرنا أسر أبي مسلم قَبْلُ وخبره.

ثم وقع في يد مَرْوان بن محمد كتاب لإبراهيم بن محمد إلى أبي مسلم، جواب كتاب لأبي مسلم يأمره بقتل كل مَن يتكلم بالعربيّة بخراسان، فكتب مَرْوان إلى عامله بدمشق يأمره بالكتاب إلى صاحبه بالبَلْقاء أن يسيرَ إلى الحُميمة (٢) ويأخذ إبراهيم بن محمد يوجِّه به إليه، فذكر أبو زيد عمر بن شبَّة أن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب حدّثه عن عثمان بن عروة بن محمد بن عمار بن ياسر، قال: إني مع أبي جعفر بالحُميمة ومعه ابناه محمد وجعفر، وأنا أرقّصهما، إذ قال لي: ماذا تصنع؟ أما ترى إلى ما نحن فيه! قال: فنظرت فإذا رسل مروان تطلب إبراهيم بن محمد، قال: فقلت: دعْني أخرج إليهم، قال: تخرج من بيتي وأنت ابن عمار بن ياسر! قال: فأخذوا أبواب المسجد حين صلوا الصبح، ثم قالوا للشاميّين (٢) الذي معهم: أين إبراهيم بن محمد؟ فقالوا: هو ذا، فأخذوه؛ وقد كان مروان أمرهم بأخْذِ إبراهيم، ووصف لهم صفة أبي العباس التي كان يجدها في الكتب أنه يقتلهم؛ فلما أتوه بإبراهيم، قال: ليس هذه الصّفة التي وصفت لكم، فقالوا: قد رأينا الصفة التي وصفت، فردّهم في طلبه، ونُذروا، فخرجوا إلى العراق هُرّابًا.

قال عمر: وحدّثني عبد الله بن كثير بن الحسن العبديّ، قال: أخبرني عليّ بن موسى، عن أبيه، قال: بعث مَرْوان بن محمد رسولًا إلى الحُميمة يأتيه


(١) لم يكن الإسام محمد - رحمه الله - منجمًا ولا متنبئًا ولا يصح نسبة هذا الكلام إليه بإسناد جلّهُ مجاهيل.
(٢) هذا خبر منكر كما ذكرنا سابقًا ولا يصح إسناده قط، كما ذكرنا في نهاية تاريخ الخلافة في عهد الأمويين (سنة ١٣٢ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>