للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بإبراهيم بن محمد، ووصف له صفتَه (١) فقدم الرّسُول فوجد الصفة صفة أبي العباس عبد الله بن محمد، فلما ظهر إبراهيم بن محمد وأمن قيل للرسول: إنما أمِرت بإبراهيم؛ وهذا عبد الله! فلما تظاهر ذلك عنده ترك أبا العباس وأخذ إبراهيم، وانطلق به، قال: فشخصت معه أنا وأناس من بني العباس ومواليهم، فانطلق بإبراهيم، ومعه أمّ ولد له كان بها معجبًا، فقلنا له: إنما أتاك رجل، فهلمّ فلنقتله ثم ننكفئ إلى الكوفة، فهمْ لنا شيعة، فقال: ذلك لكم، قلنا: فأمهِلْ حتى نصيرَ إلى الطريق التي تُخْرِجُنا إلى العراق.

قال: فسرنا حتى صرنا إلى طريق تتشعّب إلى العراق، وأخرى إلى الجزيرة، فنزلنا منزلًا؛ وكان إذا أراد التعريس اعتزل لمكان أمّ ولده، فأتينا للأمر الذي اجتمعنا عليه، فصرَخْنا به، فقام ليخرج فتعلقت به أم ولده، وقالت: هذا وقت لم تكن تخرج فيه؛ فما هاجك! فالتوى عليها، فأبت حتى أخبرها، فقالت: أنشدك الله أن تقتلَه فتشأم أهلك! والله لئن قتلته لا يُبقي مروانُ من آل العباس أحدًا بالحُميمة إلّا قتله؛ ولم تفارقه حتى حلف لها ألا يفعل، ثم خرج إلينا وأخبرنا، فقلنا: أنت أعلم.

قال عبد الله: فحدثني ابن لعبد الحميد بن يحيى كاتب مروان، عن أبيه، قال: قلت لمروان بن محمد: أتتّهمني؟ قال: لا. قلتُ: أفيَحُطُّك صهرُه؟ قال: لا، قلت: فإني أرى أمره ينبغ عليك فأنكِحْه وأنكح إليه، فإن ظهر كنتَ قد أعلقتَ بينك وبينه سببًا لا يريبك معه، وإن كفيته لم يشنْك صهره. قال: ويحك! والله لو علمته صاحب ذلك لسبقتُ إليه، ولكن ليس بصاحب ذلك (٢).

وذكر أن إبراهيم بن محمد حين أخِذ للمضيّ به إلى مروان نعى إلى أهل بيته حين شيّعوه نفسَه، وأمرهم بالمسير إلى الكوفة مع أخيه أبي العباس عبد الله بن محمد، وبالسمع له وبالطاعة، وأوصى إلى أبي العباس، وجعله الخليفة بعده؛ فشخص أبو العباس عند ذلك ومَنْ معه من أهل بيته؛ منهم عبد الله بن محمد وداود بن عيسى، وصالح وإسماعيل وعبد الله وعبد الصمد بنو عليّ ويحيى بن


(١) في إسناده عبد الله بن كثير بن الحسن العبدي مجهول وكذلك شيخه وأبو شيخه.
(٢) في إسناده مجهولان فكيف يصح.

<<  <  ج: ص:  >  >>