محمد وعيسى بن موسى بن محمد بن عليّ، وعبد الوهاب ومحمد ابنا إبراهيم وموسى بن داود ويحيى بن جعفر بن تمام؛ حتى قدموا الكوفة في صَفَر، فأنزلهم أبو سلمة دار الوليد بن سَعْد مولى بني هاشم في بني أوْد، وكتم أمرهم نحوًا من أربعين ليلة من جميع القوّاد والشيعة. وأراد - فيما ذكر - أبو سلمة تحويلَ الأمر إلى آل أبي طالب لما بلغه الخبر عن موت إبراهيم بن محمد؛ فذكر عليّ بن محمد أنّ جبلة بن فرُّوخ وأبا السريّ وغيرهما قالا: قدم الإمام الكوفة في ناس من أهل بيته، فاختفوا، فقال أبو الجهم لأبي سلمة: ما فعل الإمام؟ قال: لم يقدم بعد، فألحّ عليه يسأله، قال: قد أكثرتَ السؤال، وليس هذا وقت خروجه فكانوا بذلك، حتى لقي أبو حُميد خادمًا لأبي العباس، يقال له سابق الخوارزميّ، فسأله عن أصحابه، فأخبره أنهم بالكوفة، وأنّ أبا سلمَة يأمرهم أن يختفوا، فجاء به إلى أبي الجَهْم، فأخبره خبرهم، فسرّح أبو الجهم أبا حُميد مع سابق حتى عرف منزلهم بالكوفة، ثم رجع وجاء معه إبراهيم ابن سلمَة (رجل كان معهم)، فأخبر أبا الجهم عن منزِلهم ونزول الإمام في بني أوْد، وأنه أرسل حين قدموا إلى أبي سلمة يسأله مئة دينار، فلم يفعل، فمشى أبو الجهم وأبو حُميد وإبراهيم إلى موسى بن كعْب، وقصُّوا عليه القصة، وبعثوا إلى الإمام بمئتي دينار، ومضى أبو الجهم إلى أبي سلمَة، فسأله عن الإمام، فقال: ليس هذا وقت خروجه؛ لأن واسطًا لم تفتح بعد، فرجع أبو الجهم إلى موسى بن كعب فأخبره، فأجمعوا على أن يلقوا الإمام، فمضى موسى بن كعب وأبو الجهم وعبد الحميد بن رِبْعيّ وسلمَة بن محمد وإبراهيم بن سلمة وعبد الله الطائي وإسحاق بن إبراهيم وشَراحيل وعبد الله بن بسام وأبو حُميد محمد بن إبراهيم وسليمان بن الأسود ومحمد بن الحصين إلى الإمام، فبلَغ أبا سلمة، فسأل عنهم فقيل: ركبوا إلى الكوفة في حاجة لهم.
وأتى القومُ أبا العباس، فدخلوا عليه فقالوا: أيّكم عبد الله بن محمد بن الحارثية؟ فقالوا: هذا، فسلموا عليه بالخلافة؛ فرجع موسى بن كعب وأبو الجهم الآخرين؛ فتخلفوا عند الإمام، فأرسل أبو سلمة إلى أبي الجهم: أين كنت؟ قال: ركبتُ إلى إمامي. فركب أبو سلمة إليهم، فأرسل أبو الجهم إلى أبي حميد أنَّ أبا سلمة قد أتاكم، فلا يدخلنّ على الإمام إلّا وحده؛ فلما انتهى