الكوفة، وقد كان تنكّر لأبي سلمة قبل تحوّله حتى عرف ذلك (١). [٧/ ٤٢٩ - ٤٣١].
قال عليّ: حدثنا شيخ من أهل خراسان فال: قال مرْوان للمخارق تعرف المخارق إن رأيته؛ فإنهم زعموا أنه في هذه الرؤوس التي أتينا بها، قال: نعم، قال: اعرضوا عليه تلك الرؤوس، فنظر فقال: ما أرى رأسه في هذه الرؤوس، ولا أراه إلّا وقد ذهب. فخلّى سبيله، وبلغ عبد الله بن عليّ انهزام المخارق، فقال له موسى بن كعب: اخرج إلى مَرْوان قبل أن يصل الفَلّ إلى العسكر، فيظهر ما لقي المخارق، فدعا عبد الله بن عليّ محمد بن صوْل، فاستخلفَه على العسكر، وسار على ميمنته أبو عون، وعلى ميسرة مَرْوان الوليد بن معاوية، ومع مروان ثلاثة آلاف من المحمرة ومعه الذكوانية والصَّحصحية والرّاشدية، فقال مروان لما التقى العسكران لعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: إن زالت الشمس اليوم ولم يقاتلونا كنا الذين ندفعها إلى عيسى ابن مريم؛ وإن قاتلونا قبل الزوال؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون، وأرسل مَرْوان إلى عبد الله بن عليّ يسأله الموادعة، فقال عبد الله: كذب ابن زُريق، ولا تزول الشمس حتى أوطئه الخيل إن شاء الله.
فقال مروان لأهل الشأم: قِفوا لا تبدؤوهم بقتال، فجعل ينظر إلى الشمس، فحمل الوليد بن معاوية بن مروان وهو ختن مروان على ابنته، فغضب وشتمه، وقاتل ابنُ معاوية أهلَ الميمنة، فانحاز أبو عون إلى عبد الله بن عليّ، فقال موسى بن كعب لعبد الله: مر الناس فلينزلوا، فنودي: الأرض، فنزل الناس، وأشرعوا الرماح، وجَثَوْا على الرّكَب، فقاتلوهم فجعل أهل الشأم يتأخّرُونَ كأنهم يدفعون، ومشى عبد الله قُدمًا وهو يقول: يا ربّ حتى متى نُقْتَل فيك! ونادى: يا أهل خُراسان، يا لثارات إبراهيم! يا محمد، يا منصور!
واشتدّ بينهم القتال، وقال مروان لقضاعة: انزلوا، فقالوا: قل لبني سليم فلينزلوا، فأرسل إلى السكاسك أن احملوا، فقالوا: قل لبني عامر فليحمِلوا
(١) بيّنا آنفًا (٧/ ٤٢٨) أن هذه الخطبة محرفة عن الخطبة الأصلية التي ذكرها (خليفة بن خياط في تأريخه (ص ٢٦٨) وأن العبارة الصحيحة [خليفة بعد علي بن أبي طالب إلا أبا العباس] أو نحوًا من هذا وانظر تعليقنا ص ١٦ والتعليقة (١).