يذهبوا به، فأرسل إلى ابنه عبد الله أن سِرْ في أصحابِك إلى مؤخر عسكرك، فاقتل مَنْ أخذ من ذلك المال وامنعْهم؛ فمال عبد الله برايته وأصحابه، فقال الناس: الهزيمة؛ فانهزموا.
حدّثنا أحمد بن عليّ، عن أبي الجارود السُّلميّ، قال: حدّثني رجل من أهل خُراسان، قال: لقيَنا مروان على الزّاب، فحمل علينا أهل الشأم كأنهم جبال حديد، فجثوْنا وأشرعنا الرماح، فمالوا عنا كأنهم سحابة، ومَنحنا الله أكتافهم، وانقطع الجِسْر ممّا يليهم حين عبروا، فبقيَ عليه رجلٌ من أهل الشام، فخرج عليه رجل منا، فقتله الشأميّ، ثم خرج آخر فقتله؛ حتى والى بين ثلاثة؛ فقال رجل منا: اطلبوا لي سيفًا قاطعًا، وتُرْسًا صلبًا، فأعطيناه، فمشى إليه فضربه الشأميّ فاتَّقاه بالترس، وضرب رِجْله فقطعها، وقتله ورجع؛ وحملناه وكثرنا فإذا هو عبيد الله الكابليّ. [٧/ ٤٣٣ - ٤٣٥].
* ذكر من قال ذلك:
حدّثني أحمد بن زهير، قال: حدّثنا عبد الوهاب بن إبراهيم بن خالد بن يزيد بن هريم، قال: حدّثنا أبو هاشم مخلَّد بن محمد بن صالح، قال: قدم مروان بن محمد الرَّقة حين قدمها متوجهًا إلى الضحاك بسعيد بن هشام بن عبد الملك وابنيْه عثمان ومرْوان؛ وهم في وثاقهم معه؛ فسرّح بهم إلى خليفته بحرَّان، فحبسهم في حَبْسها، ومعهم إبراهيم بن عليّ بن عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر بن عبد العزيز والعباس بن الوليد، وأبو محمد السفْيانيّ - وكان يقال له البَيْطار - فهلك في سجن حَرّان منهم في وباء وقع بحرّان العباس بن الوليد وإبراهيم بن محمد وعبد الله بن عمر، قال: فلمَّا كان قبل هزيمة مَرْوان من الزَّاب يوم هزمه عبد الله بن عليّ بجمعة، خرج سعيد بن هشام ومَن معه من المحبَّسين، فقتلوا صاحب السجن، وخرج فيمن معه، وتخلف أبو محمد السفيانيّ في الحبس، فلم يخرج فيمن خرج، ومعه غيره لم يستحلّوا الخروج من الحبْس، فقتلَ أهل حَرّان ومَنْ كان فيها من الغوغاء سعيد بن هشام وشَراحيل بن مسلمة بن عبد الملك وعبد الملك بن بشر التغلبيّ، وبطريق أرمينية الرابعة - وكان اسمه كوشان - بالحجارة، ولم يلبث مَرْوان بعد قتلهم إلا نحوًا من خمس عشرة ليلة؛ حتى قدم حرّان منهزمًا من الزّاب، فخلَّى عن